كشف الظنون - حاجي خليفة - ج ٢ - الصفحة ١٧٥٢
جمال الدين أبى محمد عبد الله بن يوسف المعروف بابن هشام النحوي المتوفى سنة 762 اثنتين وستين وسبعمائة وكان أنشأ في سنة 749 تسع وأربعين وسبعمائة بمكة المكرمة كتابا في الاعراب فأصيب به في منصرفه إلى مصر ثم لما عاد إلى الحرم سنة 756 ست وخمسين وسبعمائة صنف هذا التصنيف على أحسن احكام وترصيف ومما حثه على وضعه انه لما أنشأ فيه الاعراب عن قواعد الاعراب حسن وقعه عند أولي الألباب فجعله منحصرا في ثمانية أبواب الأول في تفسير المفردات الثاني في أجمل الثالث فيما يتردد بينهما الرابع في احكام يكثر دورها الخامس في الأوجه التي يدخل على المعرب الجلل؟؟ من جهتها السادس في التحذير من أمور اشتهرت بينهم والصواب خلافها السابع في كيفية الاعراب الثامن في أمور كلية قال وقع الاتمام في البلد الحرام في شهر ذي القعدة من السنة المذكورة وهو كتاب جليل الشأن باهر البرهان اشتهر في حياته واقبل عليه الناس روى أن شمس الدين الفناري اوصى بنيه لقراءته وضبطه وللمؤلف شرح شواهده كبير أو صغيرا وشرحه جماعة منهم الشيخ تقى الدين أبو العباس أحمد بن محمد الشمتني \ وسماه المصنف من الكلام على مغنى ابن هشام وتوفى سنة 872 اثنتين وسبعين وثمانمائة أوله الحمد لله الذي خص كتابه بعدم المعارضة الخ قال فقد نظرت عند اقرائي لمغنى اللبيب ما كتبه عليه الشيخ شمس الدين محمد بن الصائغ الحنفي وسماه بتتزيه السلف عن تمويه الخلف إلى أثناء الباء الموحدة ونظرت التعليق الذي كتبه بدر الدين محمد ابن أبي بكر الدماميني بمصر والشرح الذي أظهره بعد ذلك بالبلاد الهندية وسماه بتحفة الغريب فإذا هي مملوءة باعتراضات يتجه جوابها ومشحونة باشكالات لم يتعلق بابها (لم ينغلق بابها) وقد فتح الله سبحانه وتعالى على بأجوبة ما عظم من ذلك فسألني بعض الأصحاب ان أقيد ذلك بكتاب وان أضم إليه حل الشواهد والأبيات وشرح ما لم يشرح بعد من المشكلات وسميته بالمنصف من الكلام على مغنى ابن هشام [1] والشيخ محمد بن أبي بكر الدماميني سماه تحفة الغريب بشرح مغنى اللبيب وتوفى سنة 828 ثمان وعشرين وثمانمائة أول شرح المغنى للدماميني وهو شرح صغير بالقول الحمد لله الذي لا افتقار إلى مغن سواه الخ ذكر فيه انه بالغ في اعتراضه على المتقدمين مع تراكيب مغلقة أقول وكان تأليفه بمصر ثم لما رحل إلى الهند شرحه هناك شرحا أطول منه بقال أقول أيضا وذكر فيه قاضى القضاة البارزي ناظر ديوان الانشاء وفرغ

[1] لخصها من حاشية الدماميني وزاد عليها أشياء نفيسة كما في ضوء السخاوي (منه).
(١٧٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1747 1748 1749 1750 1751 1752 1753 1754 1755 1756 1757 ... » »»