في وجوب الاجتناب عن سماع كلام الساعي والنمام الثاني في وخامة خاتمة الأشرار ومآل عاقبتهم الثالث من منافع الأصحاب والأحباب الرابع في عدم جواز الامن من كيد العدو الخامس في مضار الاهمال والغفلة السادس في آفة التعجيل السابع في الحزم والتدبير الثامن في عدم الاعتماد على أرباب الحقد التاسع في العفو والصفح العاشر في المجازاة والمكافأة الحادي عشر في ضرر طلب الزيادة وما يفوت بسببه الثاني عشر في الحلم والوقار الثالث عشر فيما يجب على الملوك من اجتناب استماع الخائن والغدار الرابع عشر في التسليم والتوكل). حكى عن كسرى انوشروان انه لما سمع كتاب كليلة ودمنة ارسل برزويه الحكيم إلى بلاد الهند لاستخراج الكتاب وأعطاه خمسين جرابا في كل جراب عشرة آلاف دينار فلما استخرج هذا الكتاب مع الشطرنج التام الذي هو عشرة في عشرة من بلاد الهند نقله من الهندية إلى الفارسية ثم ترجمه في الاسلام عبد الله بن المقفع الخطيب كاتب أبى جعفر المنصور [1] من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية وتوفى سنة " 142 ". وترجم عبد الله بن هلال الأهوازي في خلافة المهدى ليحيى بن خالد البرمكي من الفارسية إلى العربية (وذلك في سنة 165 خمس وستين ومائة) ونظمه سهل بن نوبخت الحكيم ليحيى المذكور فأعطاه ألف دينار. وكان الملك الناصر الأموي صاحب الأندلس بالمغرب حكيما سمع به فكاتبه وسير له هدايا وتحفا غريبة بضروب من الخواص الروحانية سير له كتاب كليلة ودمنة (وقد صنف [2] سهل بن هارون للمأمون كتابا ترجمه بكتاب نظمه وعصره عارض فيه كتاب كليلة ودمنة في أبوابه وأمثاله). ثم أمر أبو الحسن نصر بن أحمد الساماني لواحد من علماء عصره فنقله من العربية إلى الفارسية. ونظمه شاعره رودكى حسن [3] " محمد بن عبد الله أبو الحسن السمرقندي " بالفارسية. ثم أمر أبو المظفر بهرامشاه بن مسعود الغزنوي أبا المعالي نصر الله بن محمد بن عبد الحميد " المتوفى سنة 512 " فنقله ثانيا من نسخة ابن المقفع وهذه الترجمة هي المشهورة بكليلة
(١٥٠٨)