كشف الظنون - حاجي خليفة - ج ٢ - الصفحة ١٢٠٤
عم. وله تأليف آخر في غريب القرآن. وقد صنف عبد الواحد ابن احمد المليحي (المتوفى سنة 462 اثنتين وستين وأربعمائة) كتابا في رده وأبو سعيد أحمد بن خالد الضرير " الكندي الحمصي المتوفى سنة 214 " وموفق الدين عبد اللطيف بن يوسف البغدادي المتوفى سنة 629 تسع وعشرين وستمائة صنفا في رد غريبه الحديث. ثم جمع أبو الحسن النضر بن شميل المازني النحوي [1] بعده أكثر منه المتوفى سنة 204 أربع ومائتين. ثم جمع عبد الملك ابن قريب الأصمعي كتابا أحسن فيه وأجاد [2] وكذلك محمد ابن المستنير المعروف بقطرب " سماه غريب الآثار " وغيره من الأئمة جمعوا أحاديث وتكلموا على لغتها في أوراق ولم يكد أحدهم يتفرد عن غيره بكثير حديث لم يذكره الآخر. ثم جاء أبو عبيد القاسم بن سلام بعد المائتين [3] فجمع كتابه فصار هو القدوة في هذا الشأن [4] فإنه افنى فيه عمره وتوفى سنة 224 حتى لقد قال فيما يروى عنه انى جمعت كتابي هذا في أربعين سنة وربما كنت استفيد الفائدة من الأفواه فأضعها في موضعها فكان خلاصة عمري توفى سنة 224 وبقى كتابه في أيدي الناس يرجعون إليه في غريب الحديث إلى عصر أبى محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري المتوفى سنة 266 ست وستين ومائتين [267] فصنف كتابه المشهور فيه حذا فيه حذو أبي عبيد فجاء كتابه مثل كتابه أو أكبر منه [5] وقال في مقدمته ارجوان لا يكون بقى بعد هذين الكتابين من غريب الحديث ما يكون لاحد في مقال وله غريب القرآن أيضا. وصنف أبو علي حسن بن عبد الله الأصفهاني في رد غريبه الحديث له ولأبي عبيد كتابا وتوفى سنة.. وقد كان في زمانه الامام إبراهيم بن إسحاق

[1] أقول وعند بعضهم هو أول من الف فيه (منه). [2] ولا منافاة بينه وبين قوله انا لا أفسر حديث رسول الله لأنه يحتمل أن يكون قال ذلك أولا ثم رأى من يجترئ على حمل شئ من الغريب على ما يتحقق خطأ فرأى المصلحة في التفسير أو يكون ماشيا في ذلك على سنن ما نقل وهوانه يذكر اللفظة ويقول العرب يريد بهذه اللفظة عند اطلاقها كذا. بقاعي (منه). [3] قال البقاعي في حاشية شرح الألفية تصنيفه قسمان أحدهما في الأحاديث المرفوعة والآخر في الموقوفة لكن لم يرتب فيه المتون فالكشف منه عسر جدا وعن ابن كثير انه أحسن شئ وضع وكانه يعنى في تلك الأزمان والافهاية ابن الأثير لا يقاس بها شئ. (منه) قوله لم يرتب الخ لانهم كانوا يعتنون عن الترتيب بالحفظ ورتبه الشيخ موفق الدين ابن قدامة على الحروف. [4] وعلى كتاب مختصر لمحب الدين احمد ابن عبد الله الطبري توفى سنة 694 سماه تقريب المرام في غريب القاسم ابن سلام مبوبا على الحروف. (منه). [5] وكتاب ابن قتيبة ذيل على كتاب أبى عبيد على نمطه في الترتيب وله كتاب آخر في الاعتراض على أبى عبيد تتبعه في مواضع بالانتقاد والتزييف. بقاعي (منه).
(١٢٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1199 1200 1201 1202 1203 1204 1205 1206 1207 1208 1209 ... » »»