غريب الأسماء لأبي زيد سعيد بن أوس الخزرجي المتوفى سنة " 215 " علم غريب الحديث والقرآن اتحاف الأديب بما في القرآن من الغريب أثير الغريب في نظم الغريب قال الإمام أبو سليمان حمد [1] بن محمد الخطابي الغريب من الكلام انما هو الغامض البعيد من الفهم كما أن الغريب من الناس انما هو البعيد عن الوطن المنقطع عن الأهل والغريب من الكلام يقال به على وجهين أحدهما ان يراد به انه بعيد المعنى غامضه لا يتناوله الفهم الاعن بعد ومعاناة فكر والوجه الآخران يراد به كلام من بعدت به الدار من شواذ قبائل العرب فإذا وقعت إلينا الكلمة من لغاتهم استغربنا ها انتهى. وقال ابن الأثير في النهاية وقد عرفت ان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم كان أفصح العرب لسانا حتى قال له على رضى الله تعالى عنه وقد سمعه يخاطب وفد بنى نهد يا رسول الله نحن بنواب واحد ونراك تكلم وفود العرب بما لانفهم أكثره فقال أدبني ربى فاحسن تأديبي فكان عليه الصلاة والسلام يخاطب العرب على اختلاف شعوبهم وقبائلهم بما يفهمونه فكان الله تعالى قد اعلمه ما لم يكن يعلمه غيره وكان أصحابه يعرفون أكثر ما يقوله [2] وما جهلوه سألوه عنه فيوضحه لهم واستمر عصره إلى حين وفاته عليه الصلاة والسلام وجاء عصر الصحابة جاريا على هذا النمط فكان اللسان العربي عندهم صحيحا لا يتداخله الخلل إلى أن فتحت الأمصار وخالط العرب غير جنسهم فامتزجت الألسن ونشأ بينهم الأولاد فتعلموا من اللسان العربي مالا بدلهم في الخطاب وتركوا ما عداه وتمادت الأيام إلى أن انقرض عصر الصحابة وجاء التابعون فسلكوا سبيلهم فما انقضى زمانهم الا واللسان العربي قد استحال أعجميا فلما أعضل الداء الهم الله سبحانه وتعالى جماعة من أهل المعارف ان صرفوا إلى هذا.
الشأن طرفا من عنايتهم فشرعوا فيه حراسة لهذا العلم الشريف.
فقيل إن أول من جمع في هذا الفن شيئا أبو عبيدة معمر بن المثنى التميمي [التيمي] البصري المتوفى سنة 210 عشر ومائتين فجمع كتابا صغيرا ولم تكن قلته لجهله بغيره وانما ذلك لامرين أحدهما ان كل مبتدئ [مبتدأ] بشئ لم يسبق إليه يكون قليلا ثم يكثر والثاني ان الناس كان فيهم يومئذ بقية وعندهم معرفة فلم يكن الجهل وقد