كشف الظنون - حاجي خليفة - ج ١ - الصفحة ٦٨١
ظاهرة في اليونانيين والروم قبل شريعة المسيح عليه السلام فلما تنصرت الروم منعوا منها واحرقوا بعضها وخزنوا البعض إذ كانت بضد الشرائع ثم إن الروم عادت إلى مذهب الفلاسفة وكان السبب في ذلك ان جوليانوس بن قسطنطين وزرله تا مسطيوس مفسر كتب أرسطاليس ثم قتل جوليانوس في حرب الفرس ثم عادت النصرانية إلى حالها وعاد المنع أيضا وكانت الفرس نقلت في القديم شيئا من كتب المنطق والطب إلى اللغة الفارسية فنقل ذلك إلى العربي عبد الله بن المقفع وغيره وكان خالد بن يزيد ابن معاوية يسمى حكيم آل مروان فاضلا في نفسه له همة ومحبة للعلوم خطر بباله الصنعة فاحضر جماعة من الفلاسفة فأمرهم بنقل الكتب في الصنعة من اليوناني إلى العربي وهذا أول نقل كان في الاسلام. ثم إن المأمون رأى في منامه رجلا حسن الشمايل فقال من أنت فقال انا أرسطا ليس فسأل عن الحسن فقال ما حسن في العقل ثم ماذا فقال ما حسن في الشرع فكان هذا المنام من أوكد الأسباب في اخراج الكتب وكان بينه وبين ملك الروم مراسلات وقد استظهر عليه المأمون فكتب إليه يسأله انفاذ ما يختار من الكتب القديمة المخزونة بالروم فأجاب إلى ذلك بعد امتناع فاخرج المأمون لذلك جماعة منهم الحجاج بن مطر وابن البطريق وسلما صاحب بيت الحكمة فاخذوا ما اختاروا وحملوه إليه فأمرهم بنقله فنقل وكان يوحنا بن ماسويه ممن ينفذ إلى الروم وكان محمد واحمد والحسن بنو شاكر المنجم ممن عنى باخراج الكتب وكان قسطا بن لوقا البعلبكي قد حمل معه شيئا فنقل له. وأول من تكلم في الفلسفة على زعم فرفوريوس الصوري في تاريخه السرياني سبعة أولهم ثاليس وقال وآخرون قوتاغورس وهو أول من سمى الفلسفة بهذا الاسم وله رسائل تعرف بالذهبيات لان جالينوس كان يكتبها بالذهب ثم تكلم على الفلسفة سقراط من مدينة اتينه بلد الحكمة ومن أصحاب سقراط أفلاطون كان من اشراف يونان وكان في قديم امره يميل إلى الشعر فاخذ منه بحظ عظيم ثم حضر مجلس سقراط فرآه يثلب الشعراء فتركه ثم انتقل إلى قول فيثاغورس في الأشياء المعقولة وعنه اخذ أرسطا ليس والف كتبا وترتيب كتبه هكذا المنطقيات الطبيعيات الإلهيات الخلقيات. اما المنطقية فهي ثمانية كتب.
قاطيغورياس - معناه المقالات نقله حنين وفسره فرفوريوس والفارابي.
(٦٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 676 677 678 679 680 681 682 683 684 685 686 ... » »»