كشف الظنون - حاجي خليفة - ج ١ - الصفحة ٦٧٦
ثلاث وتسعمائة " وسماه احكام الحكم في شرح الحكم " وشرح صفى الدين أبى المواهب ذكره تلميذه أبو الطيب المذكور وقال إن الشارح الجليل الولي بن عباد وقع لمحق (بمحن) من التطويل وكذا أستاذي صفى الدين. ومنها شرح محمد بن إبراهيم المعروف بابن الحنبلي الحلبي المتوفى سنة 972 اثنتين وسبعين وتسعمائة (971). وشرح الشيخ محمد المدعو بعبد الرؤف المناوي المصري الشافعي سماه الدرر الجوهرية وهو شرح ممزوج أوله الحمد لله الذي اطلع من سماء الذات الخ.
علم الحكمة [1] وهو علم يبحث فيه عن حقائق الأشياء على ما هي عليه في نفس الامر بقدر الطاقة البشرية وموضوعه الأشياء الموجودة في الأعيان والأذهان وعرفه بعض المحققين بأحوال أعيان الموجودات على ما هي عليه في نفس الامر بقدر الطاقة البشرية فيكون موضوعه الأعيان الموجودة وغايته هي التشرف بالكمالات في العاجل والفوز بالسعادة الأخروية في الآجل وتلك الأعيان اما الافعال والأعمال التي وجودها بقدرتنا واختيارنا أولا فالعلم بأحوال الأول من حيث يؤدى إلى اصلاح المعاش والمعاد يسمى حكمة عملية والعلم بأحوال الثاني يسمى حكمة نظرية لان المقصود منها ما حصل بالنظر وكل منهما ثلاثة أقسام.
اما العملية فلانها اما علم بمصالح شخص بانفراده ليتحلى بالفضائل ويتخلى عن الرذائل ويسمى تهذيب الأخلاق وقد ذكر في علم الأخلاق واما علم بمصالح جماعة متشاركة في المنزل كالوالد والمولود والمالك والمملوك ويسمى تدبير المنزل وقد سبق في التاء واما علم بمصالح جماعة متشاركة في المدينة ويسمى السياسة المدنية وسيأتى في السين.
واما النظرية فلانها اما علم بأحوال ما لا يفتقر في الوجود الخارجي والتعقل إلى المادة كالآله وهو العلم الإلهي وقد سبق في الألف واما علم بأحوال ما يفتقر إليها في الوجود الخارجي دون التعقل كالكرة [2] وهو العلم الأوسط ويسمى بالرياضي والتعليمي

وتطلق أيضا على هيئة القوة العقلية العملية المتوسطة بين الجربزة التي هي افراط هذه القوة والبلادة التي هي تفريطها وهو معنى آخر (منه) [2] فإنك تفهم الكرة من غير أن تحتاج في تعقلها إلى انها من ذهب أو حديد أو خشب بخلاف الانسان انك تحتاج إلى أن تعرف من عظم أو لحم (منه)
(٦٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 671 672 673 674 675 676 677 678 679 680 681 ... » »»