كشف الظنون - حاجي خليفة - ج ١ - الصفحة ١٣
علم الأحاجي والأغلوطات من فروع اللغة والصرف والنحو الأحاجي جمع أحجية كأضحية كلمة مخالفة المعنى وهو علم يبحث فيه عن الألفاظ المخالفة لقواعد العربية بحسب الظاهر وتطبيقها عليها إذ لا يتيسر ادراجها بمجرد القواعد المشهورة.
وموضوعه الألفاظ المذكورة من الحيثية المذكورة ومباديه مأخوذة من العلوم العربية وغرضه تحصيل ملكة تطبيق الألفاظ التي يتراءى بحسب الظاهر مخالفة لقواعد العرب وغايته حفظ القواعد العربية عن تطرق الاختلال. والاحتياج إلى هذا العلم من حيث إن ألفاظ العرب قد يوجد فيها ما يخالف قواعد العلوم العربية بحسب الظاهر بحيث لا يتيسر ادراجه فيها بمجرد معرفة تلك القواعد فاحتيج إلى هذا الفن.
وللعلامة جار الله محمود بن عمر الزمخشري المتوفى 538 سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة تأليف لطيف في هذا الفن سماه المحاجات وللشيخ علم الدين علي بن محمد السخاوي الدمشقي المتوفى سنة 643 ثلاث وأربعين وستمائة شرح هذا المتن التزم فيه ان يعقب كل أحجيتي الزمخشري بلغزين من نظمه.
وأبو المعالي سعد بن علي الوراق الخطيري المتوفى سنة 568 ثمان وستين وخمسمائة صنف فيه أيضا. والسادسة والثلاثون التي تعرف بالملطية من المقامات الحريرية في هذا المعنى فمنها للمثال.
(شعر) يا من سما بذكاء * في الفضل وارى الزناد ماذا يماثل قولي * جوع أمد بزاد (شعر) يا ذا الذي فاق فضلا * ولم يدنسه شين ما مثل قول المحاجى * ظهر اصابته عين فطريق معرفة المماثلة فيه ان تنظر جوع أمد بزاد فتقابله بطوامير لان طوى مثل الجوع في المعنى ومير مثل أمد يزاد لان المير الامداد بالزاد. وكذلك تقابل ظهر اصابته عين بقولك مطاعين فتجد المطا الظهر وعين الرجل أصيب بالعين. فإذا تركت الألفاظ بغير تقسيم يظهر لك معنى آخر وهو ان الطوامير الكتب والواحد طومار والمطاعين جمع مطعان وهو كثير الطعن عليه فقس
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»