إلى علو سندهم في الكبر والعهدة على من أفادهم ومن أثبت طباق السماع لهم كما هو مبسوط في علوم الحديث والله الموفق ولا حول ولا قوة الا بالله * (هذا آخر الخطبة) وقد وجدت له في أثناء الكتاب ما يصلح ان يكون في الخطبة كقوله في ترجمة أبان العطار إذا كتبت (صح) أول الاسم فهي إشارة إلى أن العمل على توثيق ذلك الرجل وقوله فيها ومن عيوب كتابه يعنى ابن الجوزي انه يسرد الجرح ويسكت عن التعديل * وقال في ترجمة أبان بن حاتم الأملوكي اعلم أن كل من أقول فيه مجهول ولا أسنده إلى قائل فان ذلك هو قول أبي حاتم فيه وسيأتي من ذلك شئ كثير جدا فاعلمه فان عزيته إلى قائله كابن المديني وابن معين فذلك بين ظاهر وان قلت فيه جهالة أو نكرة أو يجهل أو لا يعرف وأمثال ذلك ولم أعزه إلى قائل فهو من قبلي كما إذا قلت صدوق وثقة وصالح ولين ونحو ذلك ولم أضفه إلى قائل فهو من قولي واجتهادي - وقوله في ترجمة أبان بن تغلب فان قيل كيف ساغ توثيق مبتدع وحد الثقة العدالة والاتقان فكيف يكون عدلا وهو صاحب بدعة وجوابه ان البدعة على ضربين (فبدعة صغرى) كغلو التشييع أو كالتشييع بلا غلو ولا تحرق فهذا كثير في التابعين واتباعهم مع الدين والورع والصدق فلو رد حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبوية وهذه مفسدة بينة * ثم (بدعة كبرى) كالرفض الكامل والغلو فيه والحط على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما والدعاء إلى ذلك فهؤلاء لا يقبل حديثهم ولا كرامة وأيضا فلا استحضر الآن في هذا الضرب رجلا صادقا ولا مأمونا بل الكذب شعارهم والتقية والنفاق دثارهم فكيف يقبل من هذا حاله حاشا وكلا، فالشيعي الغالي في زمان السلف وعرفهم هو من
(٩)