لسان الميزان - ابن حجر - ج ١ - الصفحة ٤
ولم يعد ذلك من الغيبة المذمومة بل كان ذلك واجبا عليهم وجوب كفاية * (ثم) الف الحفاظ في أسماء المجروحين كتبا كثيرة كل منهم على مبلغ علمه ومقدار ما وصل إليه اجتهاده ومن أجمع ما وقفت عليه في ذلك كتاب (الميزان) الذي الفه الحافظ أبو عبد الله الذهبي وقد كنت أردت نسخه على وجهه فطال علي فرأيت أن أحذف منه أسماء من اخرج له الأئمة الستة في كتبهم أو بعضهم فلما ظهر لي ذلك استخرت الله تعالى وكتبت منه ما ليس في (تهذيب الكمال) وكان لي من ذلك فائدتان (إحداهما) الاختصار والاقتصار فان الزمان قصير والعمر يسير (والأخرى) ان رجال التهذيب اما أئمة موثقون واما ثقات مقبولون واما قوم ساء حفظهم ولم يطرحوا واما قوم تركوا وجرحوا فان كان القصد بذكرهم انه يعلم أنه تكلم فيهم في الجملة فتراجمهم مستوفاة في التهذيب وقد جمعت أسماءهم أعني من ذكر منهم في الميزان وسردتها في فصل أم الكتاب ثم انى زدت في الكتاب جملة كثيرة فما زدته عليه من التراجم المستقلة جعلت قبالته أو فوقه (ز) ثم وقفت على مجلد لطيف لشيخنا حافظ الوقت أبي الفضل بن الحسين جعله ذيلا على الميزان ذكر فيه من تكلم فيه وفات صاحب الميزان ذكره والكثير منهم من رجال التهذيب فعلمت على من ذكره شيخنا في هذا الذيل صورة (ذ) فيه إشارة إلى أنه من الذيل لشيخنا * وما زدته في أثناء ترجمة ختمت كلامه بقول (انتهى) وما بعدها فهو كلامي وسميته (لسان الميزان) وها انا أسوق خطبته على وجهها ثم أختمها بفوائد وضوابط نافعة إن شاء الله تعالى * (خطبة الأصل) (أخبرنا) أبو هريرة عبد الرحمن ابن الحافظ الكبير الشهير الامام أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي الدمشقي فيما أجازه لنا غير مرة وابنه
(٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»