الكشف الحثيث - سبط ابن العجمي - الصفحة ٣٠
وقد ذهب إلى جواز الوضع قوم من الكرامية (1) بفتح الكاف وتشديد الراء على الصحيح، نسبوا إلى ابن كرام فيما لا يتعلق به حكم من الثواب والعقاب ترغيبا للناس في الطاعة، وزجرا لهم عن المعصية، وحمل بعضهم الحديث المذكور: (من كذب علي).. الحديث، على أنه يقول إنه ساحر أو مجنون، وتشبث بعضهم برواية من كذب علي متعمدا ليضل به بهذه الزيادة لأنه كذب له، لا عليه، وهذا عجب فهذه الزيادة باطلة باتفاق الحافظ، وعلى تقدير صحتها فهي للتكثير لقوله تعالى: (فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم) (2). أو إن اللام ليست للتعليل، بل للصيرورة والعاقبة، والمعنى على هذا يصير كونه سببا إلى الاضلال والكذب بما لم يخبر به كذب عليه، وقد روى العقيلي (3) بضم القاف بإسناده لا محمد بن سعيد وكأنه المصلوب الآتي ترجمته إن شاء الله تعالى أنه قال: لا بأس إذا كان كلام حسن أن تضع له إسنادا.
وقال أبو العباس القرطبي في المفهم (4) شرح مختصر مسلم كلاهما له: استجاز بعض فقهاء العراق نسبة الحكم الذي دل عليه القياس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نسبة قولية وحكاية نقلية فيقول في ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا انتهى.
ثم ليعلم أيضا أن ابن الصلاح (5) قال: وإنما يعرف كون الحديث موضوعا بإقرار واضعه، أو ما يتنزل منزلة إقراره انتهى.
والذي يتنزل منزلة إقراره كان يحدث بحديث عن شيخ ثم يسأل عن مولد نفسه فيذكر تاريخا يعلم وفاة ذلك الشيخ قبله ولا يوجد قبله ولا يوجف ذلك الحديث إلا عنده، فهذا لم يعترف بوضعه ولكن اعترافه بوقت مولده يتنزل منزلة إقراره بالوضع، لان ذلك الحديث لا يعرف إلا عند ذلك الشيخ ولا يعرف إلا برواية هذا الحديث الذي حدث به.
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 33 34 35 36 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - مقدمة المحقق: 5
2 التعريف بالكتاب وأهميته 9
3 ترجمة المؤلف 11
4 وصف المخطوط 13
5 عملي في التحقيق 13
6 مقدمة المؤلف 23
7 موضوع الكتاب ومصادره واقتصار المؤلف على ذكر المتهمين بالوضع 24
8 ترتيب المؤلف للكتاب وطريقته 25
9 الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم كبيرة من الكبائر العظام 25
10 رأي والد إمام الحرمين في تكفير من يستحل الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم 26
11 من تعمد الكذب على الله ورسوله في حديث واحد فسق وردت رواياته كلها وإن تاب 26
12 اختيار الإمام النووي القطع بصحة توبة الكاذب وقبول روايته 26
13 تواتر حديث من كذب علي متعمدا وعدد رواته ومن جمع طرقه من العلماء 27
14 أصناف الوضاعين 28
15 تقسيم الإمام ابن الجوزي الوضاعين على سبعة أقسام حسب الأمر الحامل لهم على الوضع 28
16 1 - ضرب يفعلونه انتصارا لمذهبهم كالخطابية والرافضة 28
17 2 - ضرب يتقربون به إلى بعض الخلفاء والأمراء بوضع ما يوافق فعلهم 28
18 3 - ضرب يتكسبون بذلك ويرتزقون وهم القصاص 29
19 4 - ضرب امتحنوا بأولادهم أو وراقين لهم فوضعوا لهم أحاديث ودسوها عليهم فحدثوا بها من غير أن يشعروا 29
20 5 - بعض من يفتي برأيه يلجأون إلى ذلك لإقامة دليل على ما أفتوا بآرائهم فيضعون 29
21 6 - ضرب يقلبون سند الحديث ليستغرب ليرغب في سماعه منهم وضع السند كوضع المتن 29
22 ضرب يتدينون بذلك لترغيب الناس في أفعال الخير وهم الزهاد ومن نسب إلى الصلاح 29
23 حمل بعض الوضاعين حديث من كذب علي، وتشبث برواية من كذب علي متعمدا ليضل بهذه الزيادة، لأنه كذب له لا عليه 30
24 لا بأس إذا كان كلام حسن أن يضع له إسناد، واستجاز بعض فقهاء العراق نسبة الحكم الذي دل عليه القياس 30
25 إمارات معرفة كون الحديث موضوعا 30
26 إقرار واضعه، أو ما يتنزل منزلة الإقرار 30
27 قرينة في حال الراوي والمروي 31
28 ركاكة ألفاظها ومعانيها 31
29 أن للحديث ضوءا كضوء النهار تعرفه 31
30 استشكال الحافظ ابن دقيق العيد الاعتماد على إقرار الواضع بالوضع وإن ذلك ليس بقاطع لجواز أن يكذب في هذا الإقرار 31
31 تراجم للوضاعين والمتهمين بالوضع 33
32 باب الهمزة 33
33 باب الباء 75
34 باب التاء 80
35 باب الثاء 81
36 باب الجيم 82
37 باب الحاء المهملة 88
38 باب الخاء 105
39 حرف الدال 112
40 حرف الراء 115
41 حرف الزاي 119
42 حرف السين 123
43 حرف الشين 133
44 حرف الصاد 134
45 باب الضاد المعجمة 138
46 حرف الطاء 139
47 باب الظاء المعجمة 141
48 حرف العين 143
49 باب الغين المعجمة 207
50 حرف الفاء 208
51 حرف القاف 210
52 حرف الكاف 212
53 حرف الميم 213
54 حرف النون 266
55 حرف الهاء 270
56 حرف الواو 275
57 باب اللام ألف 277
58 باب الياء 278
59 الكنى 286
60 المبهمات 290