الكشف الحثيث - سبط ابن العجمي - الصفحة ٢٦
الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم كفر ينقل عن الملة، ولا ريب أن تعمد الكذب على الله ورسوله في تحليل حرام أو تحريم حلال كفر محض انتهي، ثم ليعلم أن من كذب في حديث واحد عمدا فسق وردت رواياته كلها وإن تاب. وبه قال الإمام أحمد بن محمد بن حنبل والحميدي (1) عبد الله بن الزبير تلميذ الإمام الشافعي ورفيقه في الرحلة وهو من رواة القول الجديد، وأبو بكر الصيرفي (2) فيما يظهر من عبارته، وإن أطلق الكذب، وأقرهم على ذلك الامام الحافظ الفقيه تقي الدين أبو عمرو ابن الصلاح الشافعي (3)، وقد تعقبه الامام الحافظ الرباني محيي الدين النووي في شرح مسلم له فقال: إن المختار القطع بصحة توبته من ذلك، وقبل روايته بعد صحة التوبة بشروطها قال: وقد أجمعوا على قبول روايته من كان كافرا ثم أسلم، ولا فرق بين الرواية والشهادة انتهي (4).
وما قاله الإمام أحمد ومن ذكر معه هو نظير ما قاله مالك في شاهد الزور إنه إذا تاب لا تقبل شهادته، ونظير ما قاله الشافعي وأبو حنيفة فيمن ردت شهادته بالفسق أو العداوة ثم تاب وحسن حاله لا تقبل منه إعادتهما لما يلحقه من التهمة في تصديق نفسه، وما قاله أبو حنيفة من أن قاذف المحصن إذا تاب لا تقبل شهادته وغير ذلك من الفروع، وقد تواتر قوله صلى الله عليه وسلم: (ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعدة من النار)، وهو أحد الأحاديث المتواترة، وقد ادعي في عدة أحاديث بأنها متواترة، وقد جمعت فيها بضعة عشر حديثا ويزيد على ذلك.
قال البزار في الحديث المشار إليه: رواه مرفوعا نحوا من أربعين صحابيا.
وقال ابن الصلاح (5): إنه بلغ حد التواتر، رواه الجم الكثير من الصحابة، قيل إنهم يبلغون ثمانين نفسا، ولم يزل في اشتهار وكثرة طرف في هذه الأزمان، وحكى أبو بكر الصيرفي في شرح الرسالة أنه رواه أكثر من ستين صحابيا، وقد جمع أبو القاسم.
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - مقدمة المحقق: 5
2 التعريف بالكتاب وأهميته 9
3 ترجمة المؤلف 11
4 وصف المخطوط 13
5 عملي في التحقيق 13
6 مقدمة المؤلف 23
7 موضوع الكتاب ومصادره واقتصار المؤلف على ذكر المتهمين بالوضع 24
8 ترتيب المؤلف للكتاب وطريقته 25
9 الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم كبيرة من الكبائر العظام 25
10 رأي والد إمام الحرمين في تكفير من يستحل الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم 26
11 من تعمد الكذب على الله ورسوله في حديث واحد فسق وردت رواياته كلها وإن تاب 26
12 اختيار الإمام النووي القطع بصحة توبة الكاذب وقبول روايته 26
13 تواتر حديث من كذب علي متعمدا وعدد رواته ومن جمع طرقه من العلماء 27
14 أصناف الوضاعين 28
15 تقسيم الإمام ابن الجوزي الوضاعين على سبعة أقسام حسب الأمر الحامل لهم على الوضع 28
16 1 - ضرب يفعلونه انتصارا لمذهبهم كالخطابية والرافضة 28
17 2 - ضرب يتقربون به إلى بعض الخلفاء والأمراء بوضع ما يوافق فعلهم 28
18 3 - ضرب يتكسبون بذلك ويرتزقون وهم القصاص 29
19 4 - ضرب امتحنوا بأولادهم أو وراقين لهم فوضعوا لهم أحاديث ودسوها عليهم فحدثوا بها من غير أن يشعروا 29
20 5 - بعض من يفتي برأيه يلجأون إلى ذلك لإقامة دليل على ما أفتوا بآرائهم فيضعون 29
21 6 - ضرب يقلبون سند الحديث ليستغرب ليرغب في سماعه منهم وضع السند كوضع المتن 29
22 ضرب يتدينون بذلك لترغيب الناس في أفعال الخير وهم الزهاد ومن نسب إلى الصلاح 29
23 حمل بعض الوضاعين حديث من كذب علي، وتشبث برواية من كذب علي متعمدا ليضل بهذه الزيادة، لأنه كذب له لا عليه 30
24 لا بأس إذا كان كلام حسن أن يضع له إسناد، واستجاز بعض فقهاء العراق نسبة الحكم الذي دل عليه القياس 30
25 إمارات معرفة كون الحديث موضوعا 30
26 إقرار واضعه، أو ما يتنزل منزلة الإقرار 30
27 قرينة في حال الراوي والمروي 31
28 ركاكة ألفاظها ومعانيها 31
29 أن للحديث ضوءا كضوء النهار تعرفه 31
30 استشكال الحافظ ابن دقيق العيد الاعتماد على إقرار الواضع بالوضع وإن ذلك ليس بقاطع لجواز أن يكذب في هذا الإقرار 31
31 تراجم للوضاعين والمتهمين بالوضع 33
32 باب الهمزة 33
33 باب الباء 75
34 باب التاء 80
35 باب الثاء 81
36 باب الجيم 82
37 باب الحاء المهملة 88
38 باب الخاء 105
39 حرف الدال 112
40 حرف الراء 115
41 حرف الزاي 119
42 حرف السين 123
43 حرف الشين 133
44 حرف الصاد 134
45 باب الضاد المعجمة 138
46 حرف الطاء 139
47 باب الظاء المعجمة 141
48 حرف العين 143
49 باب الغين المعجمة 207
50 حرف الفاء 208
51 حرف القاف 210
52 حرف الكاف 212
53 حرف الميم 213
54 حرف النون 266
55 حرف الهاء 270
56 حرف الواو 275
57 باب اللام ألف 277
58 باب الياء 278
59 الكنى 286
60 المبهمات 290