سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢٣ - الصفحة ١٩٠
عن فخر الدين (1) ابن الشيخ، وأطلقه وجهزه في جيش، فاستولى على بلاد الناصر، وخرب قرى الكرك وحاصره، وقل ناصر الناصر، فعمل تيك القصيدة البديعة بعاتب السلطان:
قل للذي قاسمته ملك اليد * ونهضت فيه نهضة المتأسد عاصيت فيه ذوي الحجى من أسرتي * وأطعت فيه مكارمي وتوددي يا قاطع الرحم التي صلتي بها * كتبت على الفلك الأثير بعسجد إن كنت تقدح في صريح مناسبي * فاصبر بعرضك للهيب المرصد عمي أبوك ووالدي عم به * يعلو انتسابك كل ملك أصيد صالا وجالا كالأسود ضواريا * وارتد تيار الفرات المزبد دع سيف مقولي البليغ بذب عن * أعراضكم بفرنده المتوقد فهو الذي قد صاغ تاج فخاركم * بمفصل من لؤلؤ وزبرجد يا محرجي بالقول والله الذي * خضعت لعزته جباه السجد لولا مقال الهجر منك لما بدا * مني افتخار بالقريض المنشد إن كنت قلت خلاف ما هو شيمتي * فالحاكمون بمسمع وبمشهد ثم طلب السلطان حسام الدين، واستنابه بمصر، وبعث على دمشق جمال الدين ابن مطروح، وقدم الشام فجاء إلى خدمته صاحب حماة المنصور صبي وصاحب حمص، ورجع إلى مصر متمرضا، وأعدم العادل أخاه سرا، وله ثمان وعشرون سنة، وحصل له قرحة، ومرض في أنثييه، ثم جاء إلى دمشق عليلا في محفة لما بلغه أن الحلبيين أخذوا حمص، فبلغه حركة الفرنج لقصد دمياط، فرد في المحفة، ثم خيم

(1) فخر الدين يوسف ابن شيخ الشيوخ ابن حمويه المتوفى سنة 647 في وقعة دمياط كما يأتي بعد قليل.
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»