سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ٣٨٣
ثم قال السيف: ما رأيت أحدا يعتمد عليه في دينه وعلمه وعقله راضيا عنه.
قلت: إذا رضي الله عنه، فلا اعتبار بهم.
قال: وقال جدي (1): كان أبو المظفر ابن حمدي ينكر على أبي الفرج كثيرا كلمات يخالف فيها السنة.
قال السيف: وعاتبه أبو الفتح ابن المني في أشياء، ولما بان تخليطه أخيرا، رجع عنه أعيان أصحابنا وأصحابه.
وكان أبو إسحاق العلثي يكاتبه، وينكر عليه.
أنبأني أبو معتوق محفوظ بن معتوق ابن البزوري في (تاريخه) في ترجمة ابن الجوزي يقول: فأصبح في مذهبه إماما يشار إليه، ويعقد الخنصر في وقته عليه، درس بمدرسة ابن الشمحل (2)، وبمدرسة الجهة بنفشا (3)، وبمدرسة الشيخ عبد القادر (4)، وبنى لنفسه مدرسة بدرب دينار (5)، ووقف

(1) يعني جد السيف ابن المجد، وهو موفق الدين عبد الله بن أحمد المقدسي العلامة المشهور.
(2) قال ابن الجوزي في ترجمة أبي حكيم إبراهيم بن دينار النهرواني من (المنتظم) . 10 / 201): (وأعطي المدرسة التي بناها ابن الشمحل بالمأمونية وأعدت درسه فبقي نحو شهرين فيها وسلمت بعده إلي فجلست فيها للتدريس، وله مدرسة بباب الأزج كان مقيما بها فلما احتضر أسندها إلي) وتوفي أبو حكيم هذا سنة 556 كما هو مشهور.
(3) ابتدأ التدريس بها في يوم الخميس الخامس والعشرين من شعبان سنة 570 (انظر التفاصيل في (المنتظم): 10 / 252 - 253. و (بنفشا) هذه هي حظية الخليفة المستضئ وتكتب أيضا (بنفشة).
(4) تسلمها ابن الجوزي بعد حرق كتب عبد السلام ابن الشيخ عبد القادر على عهد الوزير ابن يونس، وهي قصة مشهورة.
(5) درس فيها في الثالث من محرم سنة 570 (" المنتظم ": 10 / 250)
(٣٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 378 379 380 381 382 383 384 385 386 387 388 ... » »»