سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ٣٨٥
لؤلؤ إلا ومعه قيود بعددهم، فأدركهم عند الفحلتين (1)، فأحاط بهم، فسلموا نفوسهم، فقيدهم، وكانوا أكثر من ثلاث مئة مقاتل، وأقبل بهم إلى القاهرة، فكان يوما مشهودا.
وكان (2) شيخا أرمنيا من غلمان العاضد، فخدم مع صلاح الدين، وعرف بالشجاعة والاقدام، وفي آخر أيامه أقبل على الخير والانفاق في زمن قحط مصر، وكان يتصدق في كل يوم باثني عشر ألف رغيف مع عدة قدور من الطعام. وقيل: إن الملاعين (3) التجؤوا منه إلى جبل، فترجل، وصعد إليهم في تسعة أجناد، فألقي في قلوبهم الرعب، وطلبوا منه الأمان، وقتلوا بمصر، تولى قتلهم العلماء والصالحون.
توفي لؤلؤ رحمه الله بمصر في صفر سنة ثمان وتسعين وخمس مئة.
194 - حماد بن هبة الله * ابن حماد بن الفضل (4)، الامام المحدث، الصادق، أبو الثناء

(1) ياقوت: (معجم البلدان): 3 / 854 (2) نقل الذهبي هذا الكلام عن عبد اللطيف البغدادي كما نص على ذلك في (تاريخ الاسلام).
(3) هنا عاد المؤلف إلى الكلام على الصليبيين الذين أرادوا احتلال المدينة المنورة.
* ترجم له ابن نقطة في التقييد، الورقة: 90، وابن الدبيثي في تاريخه، الورقة: 38 (باريس 5922)، وسبط ابن الجوزي في المرآة: 8 / 511، والمنذري في التكملة، الترجمة: 690، وأبو شامة في الذيل: 29، والذهبي في تاريخ الاسلام، الورقة: 110 (باريس 1582)، والعبر: 4 / 302، والمختصر المحتاج إليه: 2 / 51، وابن كثير في البداية: 13 / 33، وابن رجب في الذيل: 1 / 434، وابن تغري بردي في النجوم: 6 / 181، وابن الفرات في تاريخه: 8 / الورقة: 98، وابن العماد في الشذرات: 4 / 335، والقنوجي في التاج: 213.
(4) هذا في النسختين و (الذيل) لابن رجب. وفي (تكملة) المنذري و (الذيل) لابن الدبيثي و (المختصر المحتاج إليه) للذهبي: (فضيل) بالتصغير ولعله هو الأصوب لقول المنذري في نسبه بعد ذلك (الفضيلي)، علما بأنه قد كتب بالإجازة للمنذري من حران في رجب سنة 596.
(٣٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 380 381 382 383 384 385 386 387 388 389 390 ... » »»