لؤلؤ إلا ومعه قيود بعددهم، فأدركهم عند الفحلتين (1)، فأحاط بهم، فسلموا نفوسهم، فقيدهم، وكانوا أكثر من ثلاث مئة مقاتل، وأقبل بهم إلى القاهرة، فكان يوما مشهودا.
وكان (2) شيخا أرمنيا من غلمان العاضد، فخدم مع صلاح الدين، وعرف بالشجاعة والاقدام، وفي آخر أيامه أقبل على الخير والانفاق في زمن قحط مصر، وكان يتصدق في كل يوم باثني عشر ألف رغيف مع عدة قدور من الطعام. وقيل: إن الملاعين (3) التجؤوا منه إلى جبل، فترجل، وصعد إليهم في تسعة أجناد، فألقي في قلوبهم الرعب، وطلبوا منه الأمان، وقتلوا بمصر، تولى قتلهم العلماء والصالحون.
توفي لؤلؤ رحمه الله بمصر في صفر سنة ثمان وتسعين وخمس مئة.
194 - حماد بن هبة الله * ابن حماد بن الفضل (4)، الامام المحدث، الصادق، أبو الثناء