سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ٣٨١
المديني، حدثني أحمد بن حنبل، حدثنا علي بن عياش الحمصي، حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال حين يسمع النداء:
اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته، حلت له الشفاعة) (1) وأنبأناه عاليا بدرجات عبد الرحمان (2) بن محمد، أخبرنا عمر بن طبرزد، أخبرنا هبة الله بن الحصين، أخبرنا محمد بن محمد، أخبرنا أبو بكر الشافعي، أخبرنا إبراهيم بن الهيثم البلدي، حدثنا علي بن عياش مثله، لكن زاد فيه: (إلا حلت له الشفاعة يوم القيامة) فكأن شيخي سمعه من أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي الفقيه.
وكتب إلي أبو بكر بن طرخان، أخبرنا الامام موفق الدين، قال: ابن الجوزي إمام أهل عصره في الوعظ، وصنف في فنون العلم تصانيف حسنة، وكان صاحب فنون، كان يصنف في الفقه، ويدرس، وكان حافظا للحديث، إلا أننا لم نرض تصانيفه في السنة، ولا طريقته فيها، وكانت العامة يعظمونه، وكانت تنفلت منه في بعض الأوقات كلمات تنكر عليه في السنة، فيستفتي عليه فيها، ويضيق صدره من أجلها.

(1) قال شعيب: إسناده صحيح، وأخرجه البخاري 2 / 77 و 78 في الاذان: باب الدعاء عند النداء، و 8 / 303 في تفسير سورة الإسراء: باب (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) من طريق علي بن عياش بهذا الاسناد، وأخرجه أبو داود (529)، والترمذي (211)، وابن ماجة (722) من طرق عن علي بن عياش به، والمقام المحمود: هو الشفاعة يوم القيامة، لان الخلائق يحمدون ذلك المقام.
(2) هو عبد الرحمان بن محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي الصالحي الحنبلي، قاضي القضاة شمس الدين أبو الفرج (597 682) ذكره الذهبي في (معجم شيوخه):
1 / الورقة: 76، وفي سنة وفاته من (تاريخ الاسلام) (أيا صوفيا: 3014).
(٣٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 ... » »»