سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ٣٧٨
في الطب كتاب (اللقط) مجلدان.
قال: وكان يراعي حفظ صحته، وتلطيف مزاجه، وما يفيد عقله قوة، وذهنه حدة. جل غذائه الفراريج والمزاوير، ويعتاض عن الفاكهة بالأشربة والمعجونات، ولباسه أفضل لباس: الأبيض الناعم المطيب، وله ذهن وقاد، وجواب حاضر، ومجون ومداعبة حلوة، ولا ينفك من جارية حسناء، قرأت بخط محمد بن عبد الجليل الموقاني (1) أن ابن الجوزي شرب البلاذر، فسقطت لحيته، فكانت قصيرة جدا، وكان يخضبها بالسواد إلى أن مات.
قال: وكان كثير الغلط فيما يصنفه، فإنه كان يفرغ من الكتاب ولا يعتبره.
قلت: هكذا هو له أوهام وألوان من ترك المراجعة، وأخذ العلم من صحف، وصنف شيئا لو عاش عمرا ثانيا، لما لحق أن يحرره ويتقنه.
قال سبطه (2): جلس جدي تحت تربة أم الخليفة عند معروف الكرخي، وكنت حاضرا، فأنشد أبياتا، قطع عليها المجلس وهي:
الله أسأل أن يطول مدتي * لأنال بالانعام ما في نيتي (3)

(1) في الأصل (الموفاني) وهم من الناسخ. ومحمد بن عبد الجليل الموقاني هذا ترجم له الذهبي في وفيات سنة 664 من (تاريخ الاسلام)، وقال: (وكتب بخطه الكثير من الحديث والآداب.. وله مجاميع مفيدة) (الورقة: 263 - 264 أيا صوفيا 3013) وانظر: (العبر):
5 / 278 و (شذرات) ابن العماد: 5 / 27 والذي نعرفه عن الموقاني هذا أنه لم يعرف له تأليف والظاهر أن الذهبي كان ينقل من مجاميعه لذلك يقول (قرأت بخط) كما هو هنا وكما هو في الورقة: 6 من مجلد أيا صوفيا 3011. وقال الصلاح الصفدي: (وكتب وحدث، وكان يشتري الكتب النفيسة للانتفاع والمتجر، وكانت له معرفة ويقظة) (الوافي): 3 / 216.
(2) (المرآة): 8 / 499 - 502.
(3) لم يرد في المطبوع من (المرآة) غير هذا البيت، وهذا يقوي الرأي بأن المطبوع باسم المجلد الثامن من (المرآة) انما هو مختصره، أو أن أحدهم حذف منه. وقد أورد الذهبي في (تاريخ الاسلام) بعضها وهي ثلاثة أبيات: الأول والثاني والرابع (الورقة: 231 أحمد الثالث 2917 / 14). وأوردها ابن رجب كاملة: 1 / 428 وهي أحد عشر بيتا.
(٣٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 373 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 ... » »»