سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ٣٨٢
وقال الحافظ سيف الدين ابن المجد (1): هو كثير الوهم جدا، فإن في مشيخته مع صغرها أوهاما: قال في حديث: أخرجه البخاري، عن محمد ابن المثنى، عن الفضل بن هشام، عن الأعمش، وإنما هو عن الفضل بن مساور، عن أبي عوانة، عن الأعمش. وقال في آخر: أخرجه البخاري، عن عبد الله بن منير، عن عبد الرحمان بن عبد الله بن دينار، وبينهما أبو النضر، فأسقطه. وقال في حديث: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد الأثرم، وإنما هو محمد بن أحمد. وقال في آخر: أخرجه البخاري عن الأويسي، عن إبراهيم، عن الزهري، وإنما هو عن إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن الزهري. وقال في آخر: حدثنا قتيبة، حدثنا خالد بن إسماعيل، وإنما هو حدثنا حاتم. وفي آخر: حدثنا أبو الفتح محمد بن علي العشاري، وإنما هو أبو طالب. وقال: حميد بن هلال، عن عفان بن كاهل، وإنما هو هصان (2) بن كاهل. وقال: أخرجه البخاري، عن أحمد ابن أبي إياس، وإنما هو آدم. وفي وفاة يحيى بن ثابت، وابن خضير، وابن المقرب ذكر ما خولف فيه (3).
قلت: هذه عيوب وحشة في جزئين.
قال السيف: سمعت ابن نقطة يقول: قيل لابن الأخضر: ألا تجيب عن بعض أوهام ابن الجوزي؟ قال: إنما يتتبع على من قل غلطه، فأما هذا، فأوهامه كثيرة.

(1) كان السيف هذا من الحفاظ المتيقظين الأذكياء مع أنه لم يعش غير ثمان وثلاثين سنة (605 - 643 ه‍).
(2) بكسر الهاء وتشديد الصاد المهملة وفتحها، قيده المزي في (تهذيب الكمال) وابن حجر في (التقريب)، والذهبي وغيرهم، ويقال فيه: ابن كاهن - بالنون أيضا.
(3) وهؤلاء الثلاثة من شيوخه.
(٣٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 387 ... » »»