سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ٣٨٠
وباتوا عند قبره طول شهر رمضان يختمون الختمات، بالشمع والقناديل، ورآه في تلك الليلة المحدث أحمد بن سلمان السكر (1) في النوم، وهو على منبر من ياقوت، وهو جالس في مقعد صدق والملائكة بين يديه (2).
وأصبحنا يوم السبت عملنا العزاء، وتكلمت فيه، وحضر خلق عظيم، وعملت فيه المراثي (3)، ومن العجائب أنا كنا بعد انقضاء العزاء يوم السبت عند قبره، وإذا بخالي محيي الدين قد صعد من الشط، وخلفه تابوت، فقلنا: نرى من مات، وإذا بها خاتون أم محيي الدين، وعهدي بها ليلة وفاة جدي في عافية، فعد الناس هذا من كراماته، لأنه كان مغرى بها. وأوصى جده أن يكتب على قبره:
يا كثير العفو عمن * كثر الذنب لديه جاءك المذنب يرجوا ال‍. * صفح عن جرم يديه أنا ضيف وجزاء ال‍. * ضيف إحسان إليه أخبرنا عبد الحافظ (4) بن بدران، أخبرنا الامام موفق الدين عبد الله بن أحمد، حدثنا أبو الفرج عبد الرحمان بن علي، أخبرنا يحيى بن ثابت، أخبرنا أبي، حدثنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، أخبرنا ابن عبد الكريم الوزان، حدثنا الحسن بن علي الأزدي، حدثنا علي بن

السبط بالمجازفة في غير موضع من كتبه.
(1) توفي سنة 601.
(2) تمام الخبر: والحق سبحانه حاضر يسمع كلامه.
(3) لم يقل السبط (وعملت فيه المراثي) لكنه أورد قصيدة في رثائه للناصر العلوي الموسوي من أهل مشهد موسى بن جعفر عليهما السلام، وهي المعروفة بالكاظمية.
(4) عماد الدين أبو محمد عبد الحافظ بن بدران بن شبل بن طرخان النابلسي الحنبلي الزاهد شيخ الذهبي المتوفى سنة 98 ذكره الذهبي في (معجم شيوخه): 1 / الورقة: 70، وفي وفيات سنة 698 من (تاريخ الاسلام) (أيا صوفيا 3014).
(٣٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 ... » »»