سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ٣٧١
عقارب المنايا تلسع، وخدران جسم الآمال يمنع، وماء الحياة في إناء العمر يرشح.
يا أمير: أذكر عند القدرة عدل الله فيك، وعند العقوبة قدرة الله عليك، ولا تشف غيظك بسقم دينك.
وقال لصديق: أنت في أوسع العذر من التأخر عني لثقتي بك، وفي أضيقه من شوقي إليك.
وقال له رجل: ما نمت البارحة من شوقي إلى المجلس قال: لأنك تريد الفرجة، وإنما ينبغي الليلة أن لا تنام.
وقام إليه رجل بغيض، فقال: يا سيدي: نريد كلمة ننقلها عنك، أيما أفضل أبو بكر أو علي؟ فقال: اجلس، فجلس، ثم قام، فأعاد مقالته، فأقعده، ثم قام، فقال: اقعد، فأنت أفضل (1) من كل أحد.
وسأله آخر أيام ظهور الشيعة، فقال: أفضلهما من كانت بنته تحته.
وهذه عبارة محتملة ترضي الفريقين.
وسأله آخر: أيما أفضل: أسبح أو أستغفر؟ قال: الثوب الوسخ أحوج إلى الصابون من البخور.
وقال في حديث (أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين) (2): إنما

(1) يعني من الفضول، إذ السؤال عن الأفضل فضول، وإلا فكيف يكون هذا أفضل من كل أحد بغير المعنى الذي ذكرناه (وانظر حاشية (التذكرة): 4 / 1345).
(2) قال شعيب: وتمامه: (وأقلهم من يجوز ذلك) أخرجه الترمذي (3555)، وابن ماجة (4236)، والخطيب في (تاريخه) 6 / 397 و 12 / 42 من طريق الحسن بن عرفة، أخبرنا عبد الرحمان بن محمد المحاربي، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وهذا سند حسن كما قال الترمذي، وصححه ابن حبان (2467)، والحاكم 2 / 427، ووافقه الذهبي، وله طريق آخر عند أبي يعلى الموصلي في (مسنده) 311 / 1، وسنده حسن.
(٣٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 376 ... » »»