سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ٢٣
وقال أبو سعد السمعاني في (ذيله) (1): السلفي ثقة، ورع، متقن، متثبت، فهم، حافظ، له حظ من العربية، كثير الحديث، حسن الفهم والبصيرة فيه. روى عنه محمد بن طاهر المقدسي، فسمعت أبا العلاء أحمد ابن محمد بن الفضل الحافظ بأصبهان يقول: سمعت ابن طاهر يقول:
سمعت أبا طاهر الأصبهاني، وكان من أهل الصنعة، يقول: كان أبو حازم العبدوي، إذا روى عن أبي سعد الماليني، يقول: أخبرنا أحمد بن حفص الحديثي، هذا أو نحوه. وقد صحب السلفي والدي مدة ببغداد، ثم سافر إلى الشام، ومضى إلى صور، وركب البحر إلى مصر، وأجاز لي مروياته في سنة ثمان وخمسين وخمس مئة.
وقال عبد القادر الرهاوي: سمعت من يحكي عن ابن ناصر أنه قال عن السلفي: كان ببغداد كأنه شعلة نار في تحصيل الحديث. وسمعت محمد بن أبي الصقر يقول: كان السلفي إذا دخل على هبة الله ابن الأكفاني يتلقاه، وإذا خرج يشيعه.
ثم قال عبد القادر: كان له عند ملوك مصر الجاه والكلمة النافذة مع مخالفته لهم في المذهب - يريد عبد القادر الملوك الباطنية المتظاهرين بالرفض (2) - وقد بنى الوزير العادل ابن السلار مدرسة كبيرة (3)، وجعله مدرسها على الفقهاء الشافعية، وكان ابن السلار له ميل إلى السنة.

(1) يعني: في التاريخ الذي ذيل به على (تاريخ بغداد) للخطيب البغدادي، وقد ضاع الكتاب، ولم يصل إلينا غير اختصار وانتقاء منه لابن منظور صاحب اللسان، فانظره، الورقة:
99.
(2) يعني الملوك العبيديين المعروفين عند بعض المؤرخين خطأ بالفاطميين.
(3) في هامش الأصل ما نصه: هذه أول مدرسة بنيت بإقليم مصر فيما علمت.
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»