سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ٣٤
مضوا والذكر من كل جميل * على المعهود في الحقب الخوالي أطاب الله مثواهم فقدما * تعنوا في طلابهم العوالي وبعد حصولها لهم تصدوا * كذلك للرواية والأمالي وتلفي الكل منهم حين يلقى * من آثار العبادة كالخلال وها أنا شارع في شرح ديني * ووصف عقيدتي وخفي حالي وأجهد في البيان بقدر وسعي * وتخليص العقول من العقال بشعر لا كشعر بل كسحر * ولفظ كالشمول بل الشمال فلست الدهر إمعة وما إن * أزل ولا أزوال لذي النزال فلا تصحب سوى السني دينا * لتحمد ما نصحتك في المآل وجانب كل مبتدع تراه * فما إن عندهم غير المحال ودع آراء أهل الزيغ رأسا * ولا تغررك حذلقة الرذال فليس يدوم للبدعي رأي * ومن أين المقر لذي ارتحال يوافي حائرا في كل حال * وقد خلى طريق الاعتدال ويترك دائبا رأيا لرأي * ومنه كذا سريع الانتقال وعمدة ما يدين به سفاها * فأحداث من أبواب الجدال وقول أئمة الزيغ الذي لا * يشابهه سوى الداء العضال كمعبد (1) المضلل في هواه * وواصل (2) آو كغيلان (3) المحال

(1) معبد بن عبد الله الجهني البصري، أول من قال بالقدر في البصرة، قتل سنة 80.
(2) واصل بن عطاء الغزال، رأس المعتزلة والمتكلمين، وتنسب إليه طائفة (الواصلية) من المعتزلة. مات سنة 131.
(3) أبو مروان غيلان بن مسلم الدمشقي، وإليه تنسب فرقة (الغيلانية) من القدرية، قتله الخليفة هشام بن عبد الملك.
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»