سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ٢٨
وروى لي عنه أكثر من مئة شيخ.
قرأت بخط عمر بن الحاجب أن (معجم السفر) للسلفي يشتمل على ألفي شيخ. كذا قال، وما أحسبه يبلغ ذلك.
قال الحسن بن أحمد الأوقي: كانوا يأتون السلفي، ويطلبون منه دعاء لعسر الولادة، فيكتب لمن يقصده، قال: فلما كثر ذلك نظرت فيما يكتب، فوجدته يكتب: اللهم إنهم قد أحسنوا ظنهم بي، فلا تخيب ظنهم في.
قال: وحضر عنده السلطان صلاح الدين وأخوه الملك العادل لسماع الحديث، فتحدثا، فأظهر لهما الكراهة وقال: أنتما تتحدثان، وحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ؟! فأصغيا عند ذلك.
قلت: وقد حدث السلطان عنه.
قال الحافظ زكي الدين عبد العظيم: كان السلفي مغرى بجمع الكتب والاستكثار منها، وما كان يصل إليه من المال كان يخرجه في شرائها، وكان عنده خزائن كتب، ولا يتفرغ للنظر فيها، فلما مات وجدوا معظم الكتب في الخزائن قد عفنت، والتصق بعضها ببعض لنداوة الإسكندرية، فكانوا يستخلصونها بالفأس، فتلف أكثرها.
قال السيف أحمد ابن المجد الحافظ: سمعت أحمد بن سلامة النجار يقول: أراد عبد الغني وعبد القادر الحافظان سماع كتاب اللالكائي، يعني شرح السنة، على السلفي، فأخذ يتعلل عليهما مرة، ويدافعهم عنه أخرى بأصل السماع، حتى كلمته امرأته في ذلك.
قلت: ما أظنه حدث بالكتاب. بلى حدث منه بكرامات الأولياء.
قرأت بخط عمر بن الحاحب أن (معجم السفر) للسلفي يشتمل على
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»