سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ١٦٠
الصالح، المتبع، بقية السلف، أبو العز بن أبي حرب، البغدادي الحربي.
ولد سنة خمس مئة (1).
وعني بالآثار، وقرأ الكتب، ونسخ، وجمع وصنف، مع الورع والدين والصدق والتمسك بالسنن، والوقع في النفوس والجلالة.
سمع أبا القاسم بن الحصين، وأبا العز بن كادش، وهبة الله بن الطبر، وأبا غالب ابن البناء، وقاضي المارستان، وعددا كثيرا.
وروى الكثير، وأفاد الطلبة.
حدث عنه: الشيخ الموفق، والحافظ عبد الغني، وحمد بن صديق، والبهاء عبد الرحمان، والحافظ محمد ابن الدبيثي، وطائفة.
وقد ألف جزءا في فضائل يزيد أتى فيه بعجائب وأوابد، لو لم يؤلفه، لكان خيرا (2)، وعمله ردا على ابن الجوزي، ووقع بينهما عداوة (3).
ولعبد المغيث غلطات تدل على قلة علمه: قال مرة: مسلم بن يسار صحابي، وصحح حديث الاستلقاء، وهو منكر، فقيل له في ذلك، فقال:

(1) قال المنذري في (التكملة): تخمينا.
(2) قال شعيب: قال المؤلف رحمه الله في (الميزان) 4 / 440 في ترجمة يزيد: مقدوح في عدالته، ليس بأهل لان يروى عنه. وقد عده شيخ الاسلام في (منهاج السنة) 2 / 251 من الفساق، كما أنه اعترف 2 / 253 بما فعله بأهل المدينة في وقعة الحرة من استباحة دمائهم وأموالهم ونسائهم، وقال: وهذا هو الذي عظم إنكار الناس عليه من فعل يزيد، ولهذا قيل للإمام أحمد: أتكتب الحديث عن يزيد؟ قال: لا ولا كرامة، أليس هو الذي فعل بأهل المدينة ما فعل.
(3) أورد الزين ابن رجب في الذيل تفاصيل هذه العداوة.
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»