سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ١٥٨
مالك الأشعري والله ما كذبني، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ليكونن في أمتي أقوام يستحلون [الحرو] الحرير والخمر والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب علم تروح عليهم سارحة، فيأتيهم رجل لحاجة، فيقولون له: ارجع إلينا غدا، فيبيتهم الله تعالى، ويضع العلم عليهم، ويمسخ آخرون قردة وخنازير).
رواه البخاري (1) عن هشام تعليقا، فقل: وقال هشام. وأخرجه أبو داود من طريق بشر بن بكر التنيسي، عن عبد الرحمان بن يزيد بن جابر بنحوه.
المعازف: اسم لكل آلات الملاهي التي يعزف بها، كالزمر، والطنبور، والشبابة، والصنوج.
أخبرنا محمد بن أبي العز بطرابلس، أخبرنا عبد الرحمان بن نجم الواعظ سنة ثمان وعشرين وست مئة، أخبرنا محمد بن أبي بكر الحافظ بأصبهان، أخبرنا محمد بن عبد الواحد القاضي، أخبرنا أحمد بن عبد الله، حدثنا أحمد ين يوسف العطار، حدثنا الحارث بن محمد التميمي، حدثنا عبد الله بن بكر، حدثنا حميد عن أنس قال: رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك، فلما دنوا من المدينة، قال: (إن بالمدينة لاقواما ما قطعتم من واد، ولا سرتم من مسير إلا كانوا معكم فيه)، قالوا: يا رسول الله وهم بالمدينة؟
قال: (نعم، خلفهم العذر) (2).

(١) قال شعيب: هو في صحيحه ١٠ / ٥١، ٥٦، فقال: وقال هشام بن عمار، حدثنا صدقة بن خالد، حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدثنا عطية بن قيس الكلابي، حدثني عبد الرحمن بن غنم الأشعري، قال: حدثني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري - والله ما كذبني - سمع النبي صلى الله عليه وسلم. وقد وصله الطبراني في (الكبير) ١ / ١٦٧ / ١، والبيهقي ١٠ / ٢٢١، وابن عساكر ١٩ / ٧٩ / ٢ من طرق عن هشام بن عمار به، وطريق أبي داود التي ذكرها المصنف وهي عنده برقم (٤٠٣٩) سندها صحيح، وهي متابعة جيدة لهشام بن عمار وصدقة بن خالد.
(٢) قال شعيب: إسناده صحيح، وأخرجه البخاري ٦ / ٣٤، ٤٥ في الجهاد: باب من حبسه العذر عن الغزو، من طريق سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن حميد، عن أنس، وأخرجه 8 / 95، 96 في المغازي من طريق أحمد بن محمد، عن عبد الله بن المبارك، عن حميد الطويل، عن أنس، وأخرجه ابن ماجة (2764) من طريق محمد بن المثنى، عن ابن أبي عدي، عن حميد، عن أنس، وأخرجه أبو داود (2508) من طريق موسى بن إسماعيل، عن حماد، عن حميد، عن موسى بن أنس، عن أنس. ويرى البخاري أن حذف موسى بن أنس من السند أصح، وخالفه الإسماعيلي في ذلك، فقال: حماد عالم بحديث حميد. مقدم فيه على غيره. وقال الحافظ في (الفتح) 6 / 35: ولا مانع من أن يكونا محفوظين، فلعل حميدا سمعه من موسى عن أبيه، ثم لقي أنسا، فحدثه به، أو سمعه من أنس، فثبته فيه ابنه موسى. وانظر تمام كلامه فيه. وفي الباب عن جابر عند مسلم (1911)، وابن ماجة (2765).
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»