سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ١٧١
هذا حديث حسن غريب، وهو ظاهر في أن أبا مسلمة سعيد بن يزيد سأل أنسا عن الصلوات الخمس، أكان النبي صلى الله عليه وسلم يستفتح يعني أول ما يحرم بالصلاة بدعاء الاستفتاح أم بالاستعاذة، أم بالحمد لله رب العالمين؟
فأجابه أنه لا يحفظ في ذلك شيئا.
فأما الجهر وعدمه بالبسملة (1)، فقد صح عنه من حديث قتادة وغيره [عن أنس] أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر كانوا لا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم (2).
وقد روى عن الحازمي المقرئ تقي الدين ابن باسويه (3) الواسطي، والفقيه عبد الخالق النشتبري (4)، وجلال الدين عبد الله بن الحسن

(1) اختصر الذهبي تصنيفا في هذا الموضوع للحافظ أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت المعروف بالخطيب البغدادي المتوفي سنة 463 وسماه الذهبي: (ذكر الجهر بالبسملة مختصرا) بقيت نسخة منه بدار الكتب الظاهرية بدمشق المحروسة ضمن مجموع برقم 55 (انظر كتاب:
الذهبي ومنهجه: 226).
(2) قال شعيب: أخرجه البخاري 2 / 188 في صفة الصلاة: باب ما يقول بعد التكبير بلفظ (أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر رضي الله عنهم كانوا يفتتحون الصلاة بالحمد لله)، وأخرجه الترمذي (246)، وعنده: (القراءة) بدل (الصلاة)، وزاد: عثمان. وأخرجه مسلم (399) بلفظ: (صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان، فلم أسمع أحدا منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم). ورواه أحمد 3 / 264، والطحاوي 1 / 119، والدارقطني: 119، وقالوا فيه: (فكانوا لا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم)، ورواه ابن حبان في (صحيحه)، وزاد: (ويجهرون بالحمد لله رب العالمين) وفي لفظ للنسائي 2 / 135، وابن حبان: (فلم أسمع أحدا منهم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم)، وفي لفظ لأبي يعلى الموصلي في (مسنده): فكانوا يستفتحون القراءة فيما يجهر به بالحمد لله رب العالمين.
وفي لفظ للطبراني في (معجمه) وأبي نعيم في (الحلية)، وابن خزيمة في (صحيحه) (498)، والطحاوي 1 / 119: (وكانوا يسرون ببسم الله الرحمن الرحيم) ورجال هذه الروايات كلهم ثقات مخرج لهم في الصحيح جمع.
(3) في (طبقات) السبكي: 7 / 13: (ماسويه) مصحف.
(4) منسوب إلى نشتبرى، قال ياقوت: (الفتح ثم السكون وتاء مثناة من فوق ثم باء موحدة
(١٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»