وكان إذا أخذ في علم الصوفية وشرح الأحوال أبكى الحاضرين (1)، وكان يذكر في اليوم دروسا، الدرس في عدة أوراق، لا يتلعثم في كلمة منها.
وصفه بهذا وأضعافه عبد الغافر بن إسماعيل (2).
توفي في الخامس والعشرين من ربيع الآخر، سنة ثمان وسبعين وأربع مئة، ودفن في داره، ثم نقل بعد سنين إلى مقبرة الحسين، فدفن بجنب والده، وكسروا منبره، وغلقت الأسواق، ورثي بقصائد، وكان له نحو من أربع مئة تلميذ، كسروا محابرهم وأقلامهم، وأقاموا حولا، ووضعت المناديل عن (3) الرؤوس عاما، بحيث ما اجترأ أحد على ستر رأسه، وكانت الطلبة يطوفون في البلد نائحين عليه، مبالغين في الصياح والجزع (4).
قلت: هذا كان من زي الأعاجم لا من فعل العلماء المتبعين (5).
وقال أبو الحسن الباخرزي في " الدمية " (6) في حقه: الفقه فقه الشافعي والأدب أدب الأصمعي، وفى الوعظ الحسن الحسن البصري (7)،