وقرأت بخط أبي جعفر أيضا: سمعت أبا المعالي يقول: قرأت خمسين ألفا في خمسين ألفا، ثم خليت أهل الاسلام بإسلامهم فيها وعلومهم الظاهرة (1)، وركبت البحر الخضم، وغصت في الذي نهى أهل الاسلام، كل ذلك في طلب الحق، وكنت أهرب في سالف الدهر من التقليد، والآن فقد رجعت إلى كلمة الحق، عليكم بدين العجائز، فإن لم يدركني الحق بلطيف بره، فأموت على دين العجائز، ويختم عاقبة أمري عند الرحيل على كلمة الاخلاص: لا إله إلا الله، فالويل لابن الجويني (2).
قلت: كان هذا الامام مع فرط ذكائه وإمامته في الفروع وأصول المذهب وقوة مناظرته لا يدري الحديث كما يليق به لا متنا ولا إسنادا (3). ذكر في كتاب " البرهان " حديث معاذ في القياس فقال: هو مدون في الصحاح، متفق على صحته.