سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٨ - الصفحة ٤٦٩
وسمع من أبيه، وأبي سعد النصرويي، وأبي حسان محمد بن أحمد المزكي، ومنصور بن رامش، وعدة. وقيل: إنه سمع حضورا من صاحب الأصم علي بن محمد الطرازي.
وله أربعون حديثا سمعناها.
روى عنه: أبو عبد الله الفراوي، وزاهر الشحامي، وأحمد بن سهل المسجدي، وآخرون.
وفي " فنون " ابن عقيل: قال عميد الملك: قدم أبو المعالي، فكلم أبا القاسم بن برهان في العباد، هل لهم أفعال؟ فقال أبو المعالي: إن وجدت آية تقتضي ذا فالحجة لك، فتلا: * (ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون) * [المؤمنون، 63]. ومد بها صوته، وكرر * (هم لها عاملون) * وقوله: * (لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم والله يعلم إنهم لكاذبون) * [التوبة:
42] أي كانوا مستطيعين. فأخذ أبو المعالي يستروح إلى التأويل، فقال:
والله إنك بارد (1)، تتأول صريح كلام لله لتصحح بتأويلك كلام الأشعري.
وأكله ابن برهان بالحجة، فبهت (2).
قال أبو سعد السمعاني: كان أبو المعالي، إمام الأئمة على الاطلاق، مجمعا على إمامته شرقا وغربا، لم تر العيون مثله. تفقه على والده، وتوفي أبوه ولأبي المعالي عشرون سنة، فدرس مكانه، وكان يتردد إلى مدرسة البيهقي، وأحكم الأصول على أبي القاسم الأسفراييني الإسكاف. وكان ينفق من ميراثه ومن معلوم له، إلى أن ظهر التعصب بين الفريقين، واضطربت

(1) في " ذيل تاريخ بغداد ": إنك بار وتتأول...
(2) الخبر بنحوه في " ذيل تاريخ بغداد " لابن النجار: 89 - 91، وأكله: أعياه.
(٤٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 464 465 466 467 468 469 470 471 472 473 474 ... » »»