سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٨ - الصفحة ٤٢
الإمام أبو الطيب الصعلوكي (1) في ترتيبه وتهيئة شأنه، وكان يحضر مجلسه هو والأستاذ أبو إسحاق الأسفراييني، والأستاذ أبو بكر بن فورك، ويعجبون من كمال ذكائه، وحسن إيراده، حتى صار إلى ما صار إليه، وكان مشتغلا بكثرة العبادات والطاعات، حتى كان يضرب به المثل.
قال الحسين بن محمد الكتبي في " تاريخه ": في المحرم توفي أبو عثمان سنة تسع وأربعين وأربع مئة.
وقال السلفي في " معجم السفر ": سمعت الحسن بن أبي الحر بسلماس (2) يقول: قدم أبو عثمان الصابوني بعد حجه ومعه أخوه أبو يعلى في أتباع ودواب، فنزل على جدي أحمد بن يوسف الهلالي، فقام بجميع مؤنه، وكان يعقد المجلس كل يوم، وافتتن الناس به، وكان أخوه فيه دعابة، فسمعت أبا عثمان يقول وقت أن ودع الناس (3): يا أهل سلماس!
لي عندكم أشهر أعظ وأنا في تفسير آية وما يتعلق بها، ولو بقيت عندكم تمام سنة لما تعرضت لغيرها، والحمد لله.
قال عبد الغافر في " تاريخه " (4): حكى الثقات أن أبا عثمان كان يعظ، فدفع إليه كتاب ورد من بخارى، مشتمل على ذكر وباء عظيم بها، ليدعو لهم، ووصف في الكتاب أن رجلا أعطى خبازا درهما، فكان يزن، والصانع يخبز، والمشتري واقف، فمات ثلاثتهم في ساعة.

(1) هو الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان العجلي الصعلوكي المتوفى سنة (404) ه‍، وقد تقدمت ترجمته في الجزء السابع عشر برقم (121).
(2) قال ياقوت: بفتح أوله وثانيه: وآخره سين أخرى: مدينة مشهورة بآذربيجان، بينها وبين أرمية يومان، وبينها وبين تبريز ثلاثة أيام. وهي بينهما.
(3) في الأصل تكرار فعل " يقول " بعد لفظ " الناس "، ولا داعي له.
(4) انظر " تهذيب تاريخ ابن عساكر " 3 / 34، 35.
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»