سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٨ - الصفحة ٣١
تناقض ما لنا إلا السكوت له * وأن نعوذ بمولانا من النار يد بخمس مئ (1) من عسجد وديت * ما بالها قطعت في ربع دينار؟
سألته، فقال: هذا كقول الفقهاء: عبادة لا يعقل معناها.
قال كاتبه: لو أراد ذلك، لقال: تعبد. ولما قال: تناقض. ولما أردفه ببيت آخر يعترض على ربه.
وبإسنادي قال السلفي: إن كان قاله معتقدا معناه، فالنار مأواه، وليس له في الاسلام نصيب. هذا إلى ما يحكى عنه في كتاب " الفصول والغايات " فقيل له: أين هذا من القرآن؟ فقال: لم تصقله المحاريب أربع مئة سنة.
وبه قال: وأخبرنا الخليل بن عبد الجبار بقزوين وكان ثقة، حدثنا أبو العلاء بالمعرة، حدثنا أبو الفتح محمد بن الحسين، حدثنا خيثمة، فذكر حديثا.
ثم قال السلفي: ومن عجيب رأي أبي العلاء تركه أكل ما لا ينبت حتى نسب إلى التبرهم، وأنه يرى رأي البراهمة (2) في إثبات الصانع وإنكار الرسل، وتحريم إيذاء الحيوانات، حتى العقارب والحيات، وفي شعره ما يدل عليه وإن كان لا يستقر به قرار، فأنشدني أبو المكارم الأسدي، أنشدنا أبو العلاء لنفسه (3):
أقروا بالإله وأثبتوه * وقالوا: لا نبي ولا كتاب

(1) في " اللزوم " 1 / 544: بخمس مئين عسجد. ومئ بميم مكسورة وهمزة منونة: من جموع المئة.
(2) قال الجوهري: البراهمة قوم لا يجوزون على الله بعثة الرسل. " الصحاح ":
(برهم).
(3) " اللزوم " 1 / 99.
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»