سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٨ - الصفحة ٤١
قال أبو بكر البيهقي: حدثنا إمام المسلمين حقا، وشيخ الاسلام صدقا، أبو عثمان الصابوني. ثم ذكر حكاية (1).
وقال أبو عبد الله المالكي: أبو عثمان ممن شهدت له أعيان الرجال بالكمال في الحفظ والتفسير (2).
وقال عبد الغافر في " السياق " (3): الأستاذ أبو عثمان إسماعيل الصابوني شيخ الاسلام، المفسر المحدث، الواعظ، أوحد وقته في طريقه، وعظ المسلمين سبعين سنة، وخطب وصلى في الجامع نحوا من عشرين سنة، وكان حافظا، كثير السماع والتصانيف، حريصا على العلم، سمع بنيسابور وهراة وسرخس والحجاز والشام والجبال، وحدث بخراسان والهند وجرجان والشام والثغور والحجاز والقدس، ورزق العز والجاه في الدين والدنيا، وكان جمالا للبلد، مقبولا عند الموافق والمخالف، مجمع على أنه عديم النظير، وسيف السنة، ودامغ البدعة، وكان أبوه الإمام أبو نصر من كبار الواعظين بنيسابور، ففتك به لأجل المذهب، وقتل، فأقعد ابنه هذا ابن تسع (4) سنين، فأقعد بمجلس الوعظ، وحضره أئمة الوقت، وأخذ

(1) وهي كما في " تهذيب تاريخ ابن عساكر " 3 / 31 - 32، قال أبو الحسين البغدادي:
كان الشيخ الإمام أبو الطيب إذا حضر محفلا من محافل التهنئة أو التعزية أو سائر ما لم يكن يقصد إلا بحضوره، فكان المفتتح والمختتم الرئيس باجماع المخالف والموالف المقدم أمرا بالقاء مسألة، وكان المتفقهة لا يسألون غيره في مجلس حضره، فإذا تكلم عليها، ووفى حق الكلام فيها، وانتهى إلى آخرها أمر أبا عثمان (الصابوني) فترقل الكرسي (أي صعد إليه بسرعة) وتكلم للناس على طريق التفسير والحقائق ثم يدعو ويقوم أبو الطيب فيتفرق الناس وهو يومئذ في أوائل سنه.
(2) المصدر السابق 3 / 33.
(3) وانظر " تهذيب تاريخ ابن عساكر " 3 / 33 - 34، " معجم الأدباء " 7 / 17 - 18.
(4) تحرفت في " تهذيب تاريخ دمشق " إلى: " سبع " بدل " تسع ".
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 ... » »»