* (كونوا قوامين بالقسط) * [النساء: 135] [ومنها غضب وشهوة يزينان لها الجور، ويعميانها عن طريق الرشد] (1) قال تعالى: * (وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالاثم) * [البقرة: 206]. وقال: * (كل حزب بما لديهم فرحون) * [الروم: 32] فالفاضل يسر بمعرفته، والجاهل يسر بما لا يدري حقيقة وجهه وبما فيه وباله، ومنها فهم يليح لها (2) الحق من قريب، وينير [لها في] (3) ظلمات المشكلات، فترى به (4) الصواب ظاهرا جليا، ومنها جهل يطمس عليها الطريق، ويساوي عندها بين السبل، فتبقى النفس في حيرة تتردد، وفي ريب تتلدد (5)، ويهجم بها على أحد الطرق المجانبة للحق تهورا وإقداما، قال تعالى: * (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) * [الزمر: 9] ومنها قوة التمييز التي سماها الأوائل المنطق، فجعل لها خالقها بهذه القوة سبيلا إلى فهم خطابه، وإلى معرفة الأشياء على ما هي عليه، وإلى إمكان التفهم، فبها تكون معرفة الحق من الباطل، ومنها قوة العقل التي تعين النفس المميزة على نصرة العدل، فمن اتبع ما أناره (6) له العقل الصحيح، نجا وفاز، ومن عاج عنه هلك، قال تعالى: * (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد) * [ق: 37].
فأراد بذلك العقل، أما مضغة القلب، فهي لكل أحد، فغير العاقل هو كمن لا قلب له.