واستمر ذلك ثلاثة أيام، ثم ترحل الأعسم (1) القرمطي منهزما (2). وذلوا، واتهم الأعسم أمراءه بالمخامرة، فقبض عليهم.
وصلى بالناس المعز يومي العيد صلاة طويلة بحيث إنه سبح في السجود نحو ثلاثين، ثم خطبهم فأبلغ، وأحبته الرعية (3).
وصنع شمسية لتعمل على الكعبة ثمانية أشبار في مثلها من حرير أحمر. وفيها أثنا عشر هلالا من ذهب، وفي الهلال ترنجة (4) قد رصعت بجواهر وياقوت وزمرد، لم يشاهد أحد مثلها (5).
وقدم له جوهر القائد تحفا بنحو من ألف ألف دينار، فخلع عليه، وأعطاه ما يليق به (6).
مات المعز في ربيع الآخر سنة خمس وستين وثلاث مئة بالقاهرة المعزية. وكان مولده بالمهدية التي بناها جدهم. وعاش ستا وأربعين سنة.
وكانت دولته أربعا وعشرين سنة (7).
وقام بعده ابنه العزيز بالله.