سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٥ - الصفحة ١٦٤
ولقد تعبت ببينكم * تعب المهاجر في الهواجر (1) قيل: إنه أحضر إلى المعز بمصر كتاب (2) فيه شهادة جدهم عبيد الله بسلمية. وفيه: وكتب عبيد الله بن محمد بن عبد الله الباهلي، فقال:
نعم، هذه شهادة جدنا، وأراد بقوله الباهلي، أنه من أهل المباهلة (3) لا أنه من باهلة (4).
قلت: ظهر هذا الوقت الرفض، وأبدى صفحته، وشمخ بأنفه في مصر والشام والحجاز والغرب بالدولة العبيدية، وبالعراق والجزيرة والعجم بيني بويه، وكان الخليفة المطيع ضعيف الدست، والرتبة مع بني بويه. ثم ضعف بدنه، وأصابه فالج، وخرس فعزلوه، وأقاموا ابنه الطائع لله. وله السكة والخطبة، وقليل من الأمور، فكانت مملكة هذا المعز أعظم وأمكن.
وكذلك دولة صاحب الأندلس المستنصر بالله المرواني، كانت موطدة مستقلة كوالدة الناصر لدين الله الذي ولي خمسين عاما.
وأعلن الاذان بالشام ومصر بحي على خير العمل. فلله الامر كله (5).
قيل: ما عرف عن المعز غير التشيع، وكان يطيل الصلاة، ومات قبله

(١) " وفيات الأعيان ": ٥ / ٢٢٨.
(٢) في الأصل: فيها.
(٣) المباهلة: الملاعنة، باهلت فلانا أي لاعنته، ومعنى المباهلة أن يجتمع القوم إذا اختلفوا في شئ فيقولوا: لعنة الله على الظالم منا.
" لسان العرب " (بهل).
(4) اسم لقبيلة عظيمة من قيس بن عيلان.
انظر ما كتبه عنها ابن الأثير في " اللباب ": 1 / 93 - 94.
(5) " النجوم الزاهرة ": 4 / 58.
(١٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 ... » »»