سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٥ - الصفحة ١٧١
الابطال فانهزم هفتكين، ومن معه والقرامطة، واستحر بهم القتل. ونودي:
من أسر هفتكين فله مئة ألف دينار. وذهب هفتكين جريحا في ثلاثة، فظفر به مفرج بن دغفل. ثم أتى به العزيز، فلم يؤذه بل بلغه أعلى الرتب مديدة ثم سقاه ابن كلس (1) الوزير، فأنكر العزيز ذلك. فداراه ابن كلس بخمس مئة ألف دينار (2).
وفي سنة 368 توثب على دمشق قسام الجبيلي التراب (3)، والتف عليه أحداث البلد وشطارها. ولم يبق لأميرها معه أمر (4).
وجاء رسول العزيز إلى أمير الوقت عضد الدولة ليخطب له، فأجابه بتلطف وود وإتحاف، ولم يتهيأ ذلك (5)، وفيها، أي سنة 69: سلطن الطائع عضد الدولة. وبلغه أقصى الرتب، وفوض إليه أمور الرعية شرقا وغربا، وعقد بيده له لواءين، وزاد في ألقابه " تاج الملة " (6).
وتزوج الطائع ببنته على مئة ألف دينار (7).

(1) وهو يعقوب بن يوسف بن إبراهيم بن كلس، أبو الفرج، ولد ببغداد وسافر به أبوه إلى الشام، ثم أنفذه إلى مصر، فاتصل بكافور الأخشيدي، فولاه ديوانه بالشام ومصر، ووثق به.
وكان يهوديا فأسلم. ثم انتقل إلى المغرب الأقصى فخدم المعز ثم ولي وزارة العزيز، وتوفي في أيامه سنة / 380 / ه‍ انظر " وفيات الأعيان ": 7 / 27 - 34.
(2) انظر " الكامل ": 8 / 656 - 661.
(3) قسام الحارثي، من قرية من قرى سنير يقال لها: تلفيتا، كان ينقل في أول أمره التراب على الدواب، ثم انتقلت به الأحوال حتى غلب على دمشق وأرسل العزيز جيشا من مصر لحربه، فقاتله أياما ثم ضعف أمره واستأمن سنة / 376 / ه‍ له ترجمة في " أمراء دمشق ": 68.
(4) " ذيل تاريخ دمشق ": 21 وما بعدها.
(5) " المنتظم ": 7 / 98.
(6) " المنتظم ": 7 / 98 - 100.
(7) " المنتظم ": 7 / 101.
(١٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»