سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٥ - الصفحة ١٦٣
يا أمير المؤمنين، إنما كان يصلح لي إذ كنا أصحاب البلاد، وأما اليوم، فلا، ثم أخذته ومضت (1).
قيل: إن المنجمين أخبروا المعز أن عليك قطعا، فأشاروا أن يتخذ سربا (2) يتوارى فيه سنة ففعل. فلما طالت الغيبة ظن جنده المغاربة، أنه رفع، فكان الفارس منهم إذا رأى غمامة، ترجل، ويقول: السلام عليك يا أمير المؤمنين، ثم إنه خرج بعد سنة فخرج فما عاش بعدها إلا يسيرا (3).
وللشعراء فيه مدائح (4).
ومن شعره.
أطلع الحسن من جبينك شمسا * فوق ورد من (5) وجنتيك أطلا فكأن الجمال خاف على الورد * ذبولا (6) فمد بالشعر ظلا (7) ومن شعره:
لله ما صنعت بنا * تلك المحاجر (8) في المعاجر (9) أمضى وأقضى في النفوس * من الخناجر في الحناجر

(1) " النجوم الزاهرة ": 4 / 78.
(2) السرب، بالتحريك: بيت في الأرض.
(3) " الكامل ": 8 / 664.
(4) من كبار الشعراء الذين مدحوا المعز الشاعر الأندلسي محمد بن هانئ.
انظر ترجمته في " معجم الأدباء ": 19 / 92 - 105.
(5) في " وفيات الأعيان ": في.
(6) في " وفيات الأعيان ": جفافا.
(7) " وفيات الأعيان ": 5 / 228.
(8) مفردها: محجر. ما بدا من البرقع من جميع العين.
(9) مفردها: معجر. بكسر الميم، وهو ثوب تلفه المرأة على استدارة رأسها، ثم تجلبب فوقه بجلبابها. " لسان العرب " (عجر).
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»