الأباضية (1) والبربر على مخلد، وأقبل، وكان ناسكا قصير الدلق (2)، يركب حمارا (3)، لكنهم خوارج، وقام معه خلق من السنة والصلحاء، وكاد أن يتملك العالم، وركزت بنودهم (4) عند جامع القيروان فيها: لا إله إلا الله، لا حكم إلا لله. وبندان أصفران فيهما: نصر من الله وفتح قريب. وبند لمخلد فيه: اللهم انصر وليك على من سب نبيك (5). وخطبهم أحمد بن أبي الوليد (6)، فحض على الجهاد، ثم ساروا، ونازلوا المهدية. ولما التقوا وأيقن مخلد بالنصر، تحركت نفسه الخارجية، وقال لأصحابه: انكشفوا عن أهل القيروان، حتى ينال منهم عدوهم، ففعلوا ذلك، فاستشهد خمسة وثمانون نفسا من العلماء والزهاد (7).
وخوارج المغرب إباضية منسوبون إلى عبد الله بن يحيى بن إباض الذي خرج في أيام مروان الحمار (8). وانتشر أتباعه بالمغرب. يقول:
أفعالنا مخلوقة لنا. ويكفر بالكبائر، ويقول: ليس في القرآن خصوص، ومن خالفه حل دمه.