الاتحاد (1)، فإنه زندقة.
قال فارس الحمال: رأيت النوري خرج من البادية، ولم يبق منه إلا خاطره، فقال له رجل: هل يلحق الاسرار ما يلحق الصفات؟ يريد الضنا الذي رأى به، فقال: إن الله (2) أقبل على الاسرار فحملها، وأعرض عن الصفات فمحقها، ثم أنشأ يقول:
أهكذا صيرني * أزعجني عن وطني!
حتى إذا غبت به * وإذ بدا غيبني (3) واصلني. حتى إذا * واصلته قاطعني يقول لا تشهد ما * تشهد أو تشهدني (4) قال: ولما مات النوري قال الجنيد: ذهب نصف العلم بموته.
وقيل: قال النوري للجنيد: غششتهم فصدروك، ونصحت لهم فرموني بالحجارة.
قيل: كان النوري يلهج بفناء صفات العارف، فكان ذلك أبو جاد فناء ذات العارف كما زعمت الاتحادية، فقالوا بتعميم فناء السوى، وقالوا: ما في الكون سوى الله، وصرحوا بأنه تعالى اتحد لخلقه، وأنت أنا، وأنا أنت، وأنشدوا: