سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٤ - الصفحة ٣٤٢
عن فارس البغدادي قال: قطعت أعضاء الحلاج وما تغير لونه.
وعن أبي بكر العطوفي قال: قطعت يدا الحلاج ورجلاه وما نطق.
السلمي: سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان: سمعت محمد بن علي الكتاني يقول: سئل الحلاج عن الصبر فقال: أن تقطع يدا الرجل ورجلاه، ويسمر ويصلب على هذا الجسر. قال: ففعل به كل ذلك.
وعن أبي العباس بن عبد العزيز رجل مجهول قال: كنت أقرب الناس من الحلاج حين ضرب، فكان يقول مع كل سوط: أحد أحد.
السلمي: سمعت عبد الله بن علي، سمعت عيسى القصار يقول:
آخر كلمة تكلم بها الحسين بن منصور عند قتله: حسب الواحد إفراد الواحد له. فما سمع بهذه الكلمة فقير إلا رق له واستحسنها منه.
قال السلمي: وحكي عنه أنه روي واقفا في الموقف، والناس في الدعاء، وهو يقول: أنزهك عما قرفك به عبادك، وأبرأ إليك مما وحدك به الموحدون.
قلت: هذا عين الزندقة، فإنه تبرأ مما وحد الله به الموحدون الذين هم الصحابة والتابعون، وسائر الأمة، فهل وحدوه تعالى إلا بكلمة الاخلاص التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قالها من قلبه، فقد حرم ماله ودمه " (1)

(1) حديث متواتر، روي عن عبد الله بن عمر، وأبي هريرة، وجابر، وأنس، والنعمان ابن بشير، وأوس بن حذيفة، وطارق بن أشيم الأشجعي.
فأما حديث ابن عمر، فأخرجه البخاري: 1 / 70 71، ومسلم (22) كلاهما في الايمان وأما حديث أبي هريرة، فأخرجه البخاري: 3 / 211 في أول الزكاة، ومسلم (21) في الايمان، وأبو داود (2640) والنسائي: 5 / 14، وأما حديث جابر، فأخرجه مسلم (21) (35) والترمذي (3338). وأما حديث أنس، فأخرجه البخاري: 1 / 417 في الصلاة: باب فضل استقبال القبلة، وأبو داود (2641) والنسائي: 8 / 109، والترمذي (2609). وأما حديث النعمان بن بشير فأخرجه النسائي: 7 / 79 80. وأما حديث أوس بن حذيفة، فأخرجه النسائي: 7 / 80 81، وأما حديث طارق بن أشيم الأشجعي، فأخرجه أحمد: 3 / 472، ومسلم (23) ولفظه بتمامه: " من قال: لا إليه إلا الله، وكفر بما يعبد من دون الله، حرم ماله ودمه، وحسابه على الله ".
(٣٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 337 338 339 340 341 342 343 344 345 346 347 ... » »»