سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٤ - الصفحة ١٦٥
قال الخطيب (1): كان ثقة ثبتا، توفي في شهر رمضان سنة إحدى وثلاث مئة.
قرأت على أبي الفضل أحمد بن هبة الله: أخبرنا زين الامناء حسن بن محمد، أخبرنا المبارك بن علي، أخبرنا أبو الحسن بن العلاف، أخبرنا أبو القاسم بن بشران، أخبرنا أبو بكر الآجري، أخبرنا عبد الله بن محمد بن ناجية: حدثنا وهب بن بقية، أخبرنا خالد الواسطي، عن مطرف بن طريف، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي رضي الله عنه: " أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يرفع الرجل صوته بالقرآن قبل العشاء وبعدها، يغلط أصحابه في الصلاة، والقوم يصلون ".
هذا حديث صالح الاسناد (2)، فيه النهي عن قراءة الأسباع التي في المساجد وقت صلوات الناس فيها، ففي ذلك تشويش بين على المصلين، هذا إذا قرؤوا قراءة جائزة مرتلة، فإن كانت قراءتهم دمجا وهذرمة (3) وبلعا

(١) في " تاريخ " ١٠ / ١٠٤.
(٢) كيف يكون صالح الاسناد وفيه الحارث بن عبد الله الهمداني الأعور، وقد ضعفه غير واحد من العلماء، منهم المصنف في " الميزان " ١ / ٤٣٥، لكن معنى الحديث قد ثبت من وجه آخر، فقد أخرج أبو داود في سننه (١٣٣٢) في الصلاة: باب في رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل، من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد قال: اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فسمعهم يجهرون بالقراءة، فكشف الستر، وقال: " ألا إن كلكم مناج ربه، فلا يؤذين بعضكم بعضا، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة " أو قال: " في الصلاة ". وهذا إسناد صحيح.
وأخرجه مالك في " الموطأ " ١ / ١٠١ في العمل في القراءة، من طريق يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبي حازم التمار، عن البياضي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على الناس، وهم يصلون، وقد علت أصواتهم بالقراءة، فقال: " إن المصلي يناجي ربه، فلينظر بما يناجيه به، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن ". وإسناده صحيح أيضا.
(٣) في " اللسان ": " الهذرمة: السرعة في القراءة، قال ابن عباس: لان أقرأ القرآن في ثلاث أحب إلي من أن أقرأه في ليلة هذرمة ".
(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 ... » »»