سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٣ - الصفحة ١٢٥
المكانة إلى أن ندب إلى الوزارة، في سنة ثلاث وستين ومئتين، فاستعفي لكثرة المطالبة بالمال.
وكان وافر الحشمة، كثير البذل، وفيه يقول أبو هفان (1).
يا ابن المدبر أنت علمت الورى * بذل النوال وهم به بخلاء لو كان مثلك في البرية واحد * في الجود لم يك فيهم فقراء (2) وله أخبار طويلة في " تاريخ " ابن النجار.
مات سنة تسع وسبعين ومئتين.
ومات أخوه أحمد بن المدبر (3)، أبو الحسن الكاتب السامري سنة

(١) هو: عبد الله بن أحمد بن حرب المهزمي العبدي، راوية، عالم بالشعر والأدب.
من آثاره المطبوعة كتاب " أخبار أبي نواس "، وله غيره. توفي سنة (٢٥٧ ه‍) انظر ترجمته في: تاريخ بغداد: ٩ / ٣٧٠ - ٣٧١، معجم الأدباء: ١٢ / ٥٤ - ٥٥، لسان الميزان: ٣ / ٢٤٩ - ٢٥٠.
(٢) البيتان في: الوافي بالوفيات: ٦ / ١٠٧، وهما في مجلة المورد العراقية: المجلد التاسع، العدد الأول ص: ١٨٧، حيث جمع شعره فيها هلال ناجي، وفيها:: " آخر " بدل:
واحد، و " بينهم "، بدل: منهم، وانظر التخريج ثمت.
(٣) ترجمته في: الوافي بالوفيات: ٨ / 38 - 40، النجوم الزاهرة: 3 / 43، تهذيب بدران: 2 / 62 - 65.
ومن طريف ما ذكر في ترجمته في " تهذيب بدران ": " قال الأبيوردي: كان ابن المدبر إذا مدحه شاعر ولم يرض شعره، قال لغلامه نجح: امض به إلى المسجد الجامع، فلا تفارقه حتى يصلي مئة ركعة ثم خله. فتجافاه الشعراء إلا المفرد المجيد، فجاءه الجمل الشاعر، فاستأذنه في النشيد، فقال له: قد عرفت الشرط، قال: نعم. قال: فهات إذا. فأنشده:
أردنا في أبي حسن مديحا * كما بالمدح ينتجع الولاة فقلنا: أكرم الثقلين طرا * ومن كفيه دجلة والفرات وقالوا: يقبل المدحات لكن * جوائزه عليهن الصلاة فقلت لهم: وما يغني عيالي * صلاتي إنما الشأن الزكاة فيأمر لي بكسر الصاد منها * فتصبح لي الصلاة هي الصلاة فضحك وقال: من أين لك هذا؟ فقلت: من قول أبي تمام:
هن الحمام فإن كسرت عيافة * من حائهن فإنهن حمام فاستطرفه ووصله ".
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»