سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٣ - الصفحة ١٢٨
وتأدب في صغره، وكتب للمأمون وهو حدث. وتنقلت به الأيام، إلى أن وزر للمهتدي سنة ست وخمسين، ثم وزر بعد في سنة (263) للمعتمد، فعزل بعد سنة.
وهو أخو الحسن بن وهب (1)، وكان جدهما سعيد نصرانيا، يكتب في دواوين الخراج، ثم استخدم الفضل بن سهل وهبا، ونوه بذكره، وولاه نظر فارس، فولد سليمان في سنة تسعين ومئة، وأخوه أسن منه.
وسمع سليمان حديثا كثيرا. وكتب المنسوب.
قال حسين بن علي الكاتب: سمعت سليمان بن وهب يقول: اطلع أبو تمام وأنا أكتب، فقال لي: يا أبا أيوب! كلامك ذوب شعري.
قال جرير بن أحمد بن أبي دواد: كنا في مجلس المهتدي بالله، فدفع إلى سليمان بن وهب كتابا، وقال: أجب عنه. فلما قام، قال المهتدي: ما في صناعته له نظير، غير أنه يفسد نفسه بشره فيه على المال.
وفي " تاريخ الوزراء "، لأبي عبد الله الجهشياري، قال: كان سليمان حسن الخلق، كريم الطبع، لين العشرة (2).
وقال أبو العباس بن الفرات: كان سليمان بن وهب أكتب خلق الله يدا ولسانا.
قلت: إلا أنه قليل الخير، ذكر محمد بن الضحاك بن الخصيب أنه رآه؟ قرأ في مصحف: * (من كان يريد حرث الآخرة) * [الشورى: 10]

(1) انظر أخباره في: الأغاني: 22 / 533 - 563.
(2) مطبوع من " الوزراء والكتاب " للجهشياري ينتهي عند خلافة المأمون، وقد أشار الناشر في مقدمته إلى فقدان الجزء الثاني الذي ينتهي بأخبار سنة (296 ه‍).
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»