سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٢ - الصفحة ١٦٨
يحدث أحدا حتى يشهد عنده رجلان من المسلمين. أنه من أهل الخير والعدالة. فكان يحدثه، ويبذل له علمه، وكان يذهب في ذلك مذهب زائدة ابن قدامة. فأتى النسائي ليسمع منه، فدخل بلا إذن، ولم يأته برجلين يشهدان له بالعدالة، فلما رآه في مجلسه أنكره، وأمر بإخراجه، فضعفه النسائي لهذا.
وقال الخطيب: احتج سائر الأئمة بحديث ابن صالح سوى النسائي، فإنه ترك الرواية عنه، وكان يطلق لسانه فيه. وليس الامر على ما ذكر النسائي. ويقال: كان فيه الكبر، وشراسة الخلق، ونال النسائي منه جفاء في مجلسه، فذلك الذي أفسد الحال بينهما (1).
وقد ذكر ابن حبان أحمد بن صالح في الثقات. وما أورده في الضعفاء، فأحسن، ولكن ذكر في الضعفاء أحمد بن صالح المكي الشمومي (2) وكذبه، وادعى أنه هو الذي حط عليه ابن معين. وقصد أن ينزه ابن معين عن الوقيعة في مثل أحمد بن صالح الطبري الحافظ.
قال عبد الله بن محمد بن سيار: أخبرنا بندار قال: كتبت إلى أحمد ابن صالح بخمسين ألف حديث، أي إجازة، وسألته أن يجيز لي، أو يكتب إلي بحديث مخرمة بن بكير، فلم يكن عنده من المروءة ما يكتب بذلك إلي.
قال الخطيب: بلغني أن أحمد بن صالح كان لا يحدث إلا ذا لحية، ولا يترك أمرد يحضر مجلسه. فلما حمل أبو داود السجستاني إليه ابنه،

(1) " تاريخ بغداد " 4 / 200.
(2) مترجم في " تهذيب التهذيب " 1 / 42، 43 تمييزا، وانظر طبقات السبكي 2 / 8.
(١٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 ... » »»