سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١١ - الصفحة ٣٥٦
قرأت على الشيخ عماد الدين عبد الحافظ بن بدران بن شبل النابلسي بمسجده، وقرأت بدمشق على يوسف بن أحمد بن عالية الحجار، قالا:
أخبرنا أبو نصر موسى بن عبد القادر سنة ثماني عشرة وست مئة، أخبرنا أبو القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن، أخبرنا علي بن أحمد البندار (1)، أخبرنا أبو طاهر المخلص، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد، حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، وعبيد الله القواريري، قالا: حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن رجلا أتى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: يا نبي الله، إني شيخ كبير يشق علي القيام، فمرني بليلة لعل الله يوفقني فيها لليلة القدر، فقال: " عليك بالسابعة " (2). لفظ أحمد بن حنبل. قال عبد الله البغوي: ولا أعلم روى هذا الحديث بهذا الاسناد غير معاذ.
أخبرنا الإمام أبو محمد عبد الرحمن بن أبي عمر في كتابه، أخبرنا حنبل

(1) هو علي بن أحمد بن محمد بن علي، أبو القاسم البندار، المعروف بابن البسري.
وقد ولد سنة 386 ه‍. انظر ترجمته في " تاريخ بغداد " 11 / 325.
(2) هو في " المسند " 1 / 240، ورجاله ثقات. وقال الحافظ في " الفتح " 4 / 229 بصدد تعيين ليلة القدر: القول الحادي والعشرون أنها ليلة سبع وعشرين، وهو الجادة من مذهب أحمد، ورواية عن أبي حنيفة، وبه جزم أبي بن كعب، وحلف عليه، كما أخرجه مسلم. وروى مسلم أيضا من طريق أبي حازم عن أبي هريرة، قال: تذاكرنا ليلة القدر، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:
أيكم يذكر حين طلع القمر كأنه شق جفنة؟ قال أبو الحسن الفارسي: أي ليلة سبع وعشرين، فإن القمر يطلع فيها بتلك الصفة. وروى الطبراني من حديث ابن مسعود: سئل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عن ليلة القدر، فقال: أيكم يذكر ليلة الصهباوات؟ قلت: أنا، وذلك ليلة سبع وعشرين.
ولأحمد من حديثه مرفوعا: ليلة القدر ليلة سبع وعشرين. ولابن المنذر: من كان متحريها، فليتحرها ليلة سبع وعشرين. وعن جابر بن سمرة نحوه، أخرجه الطبراني في " أوسطه ". وعن معاوية نحوه، أخرجه أبو داود.
(٣٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 361 ... » »»