سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١١ - الصفحة ٣٥٣
قال: رأيت في النوم كأني دخلت الجنة، فإذا قصر من فضة، فانفتح بابه، فخرج أحمد بن حنبل، وعليه رداء من نور، فقال لي: قد جئت؟ قلت:
نعم. فلم يزل يردد حتى انتهيت.
قال: ورأيت في النوم جبال المسك، والناس مجتمعون وهم يقولون:
قد جاء الغازي، فدخل أحمد بن حنبل متقلدا السيف، ومعه رمح، فقال:
هذه الجنة.
ولقد جمع ابن الجوزي فأوعى من المنامات في نحو من ثلاثين ورقة.
وأفرد ابن البناء جزءا في ذلك. وليس أبو عبد الله ممن يحتاج تقرير ولايته إلى منامات، ولكنها جند من جند الله، تسر المؤمن ولا سيما إذا تواترت.
قال الخلال: حدثني أحمد بن محمد بن محمود، قال: كنت في البحر مقبلا من ناحية السند في الليل، فإذا هاتف يقول: مات العبد الصالح، فقلت لبعض من معنا: من هذا؟ قال: هذا من صالحي الجن.
ومات أحمد تلك الليلة.
قال الخلال: وسمعت إبراهيم الحربي، يقول: قال علي بن الجهم: لما قدمت من عمان، أرسينا إلى جزيرة، وقوم جاؤوا من العراق، إنما نستعذب الماء. قال: فسمعت صيحة وتكبيرا وصياحا.
قال: قلت: ما هذا؟ قال: فقال: قد مات خير البغداديين، يعنون:
عالمهم أحمد بن حنبل.
الخلال: حدثنا محمد بن العباس، سمعت عبيد بن شريك، يقول: مات مخنث، فرئي في النوم، فقال: قد غفر لي، دفن عندنا أحمد ابن حنبل، فغفر لأهل القبور.
(٣٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 348 349 350 351 352 353 354 355 356 357 358 ... » »»