سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ٧٧
حتى دخل بيتا قد فرش بالأرمني (1)، فدخل الشافعي، ثم أقبل عليه، فقال: هذا حلال، وذاك حرام، وهذا أحسن من ذاك، وأكثر ثمنا، فتبسم الخادم، وسكت (2).
وعن الربيع للشافعي:
لقد أصبحت نفسي تتوق إلى مصر * ومن دونها أرض المهامه والقفر فوالله ما أدري أللمال والغنى * أساق إليها أم أساق إلى قبري (3) قال الميموني: سمعت أحمد يقول: سألت الشافعي عن القياس، فقال: عند الضرورات (4).
أخبرنا أبو علي بن الخلال، أخبرنا ابن اللتي، أخبرنا أبو الوقت، أخبرنا أبو إسماعيل الأنصاري، أخبرنا محمد بن موسى، حدثنا محمد ابن يعقوب، سمعت الربيع يقول: سمعت الشافعي يقول: إذا وجدتم

(1) نسبة إلى أرمينية على غير قياس، البلد التي تصنع فيه تلك الفرش، وهي أنجاد وجبال تتخللها سهول مرتفعة في آسيا الصغرى جنوبي القفقاس بين أنجاد إيران شرقا والأناضول غربا، وبين بحر قزوين ومسيل الفرات.
(2) " آداب الشافعي ": 103، 104، و " حلية الأولياء " 9 / 126، 127، و " تاريخ ابن عساكر " 15 / 12 / 2، و " توالي التأسيس ": 66.
(3) " مناقب " البيهقي، 2 / 108، و " الانتقاء ": 102، و " معجم الأدباء " 17 / 319، 320، و " مناقب " الرازي: 118، 119، و " عيون التواريخ " 7 / 179.
(4) أي عند عدم وجود النص، وهذا ما عليه الأئمة الأربعة، فإنهم لا يفزعون إلى القياس إلا عند عدم وجود النص، ولكن منهم من يستعمله في ما هو كائن من الحوادث، وفيما سيجد منها، ومنهم من يقتصر على الحوادث الكائنة، والشافعي رحمه الله قد استخدم القياس كثيرا في كتابه " الام " وفي غيره من تواليفه.
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 ... » »»