سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ٣٠٤
أين الرواية أم أين النجوم وما صاغوه من زخرف فيها ومن كذب (1) * تخرصا وأحاديثا ملفقة ليست بنبع إذا عدت ولا غرب (2) عن أحمد بن أبي دواد، قال: كان المعتصم يخرج إلي ساعده، ويقول: عضه بأكبر قوتك، فأقول: ما تطيب نفسي، فيقول: لا يضرني، [فأروم ذلك] فإذا هو لا تعمل فيه الأسنة فضلا عن الأسنان.
وقبض على جندي ظالم، فسمعت صوت عظامه، ثم أرسله، فسقط (3).
وعن ابن أبي دواد، وذكر المعتصم، فبالغ وقال: كنت أزامله في سفره، ووصف سعة أخلاقه (4).

(١) أصل الزخرف: ما يعجبك من متاع الدنيا، وربما خص به الذهب، ويقال للقول المحسن المكذوب: زخرف، لأنه حسن ليغر.
(٢) التخرص: التكذب وافتراء القول. و " ملفقة " أي: ضم بعضها إلى بعض، وليست من شكل واحد. و " النبع ": شجر صلب ينبت في رؤوس الجبال، وتتخذ منه القسي، وإذا وصف الرجل بالجلادة والصبر شبه بالنبع، أي: أنه صلب لا يقدر على كسره، ومن أمثالهم: " النبع يقرع بعضه بعضا " يضرب مثلا للقوم الأشداء يبلون بمثلهم في الشدة.
و " الغرب ": شجر ينبت على الأنهار ليس له قوة. يقول: هذه الأحاديث ليست بقوية ولا ضعيفة، أي: غير شئ، كما يقال: ما هو بخل ولا خمر، أي: هو كالمعدوم ليس عنده خير ولا شر.
(٣) " تاريخ بغداد " ٣ / ٣٤٦، و " الوافي بالوفيات " ٥ / ١٤٠، و " فوات الوفيات " 4 / 49، وفيها أن هذا الجندي أخذ ابنا لامرأة، فأمره برده، فامتنع، فقبض عليه.
(4) انظر ما وصفه به في " تاريخ بغداد " 3 / 345.
(٣٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 ... » »»