سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ٣٠١
فقال الأفشين: هذا يدعي على أخي، ولو كنت قد كتبت بهذا إليه لأخدعه، لكان غير مستنكر، وكنت آخذ برقبته. فزجره ابن أبي دواد، وقال: أختين أنت؟ قال: لا، قال: لم؟ قال: خفت التلف. قال:
أنت تلقى الحروب وتخاف من قطعة قلفة؟ قال: تلك ضرورة أصبر عليها، وتلك القلفة لا أخرج بها من الاسلام، فقال أحمد: قد بان لكم أمره (1).
وفيها سقطت أكثر الأهواز من الزلزلة، ودامت أياما (2).
وفي سنة ست: وقع برد كالبيض من السماء قتل ثلاث مئة وسبعين نفسا.
ومنع الأفشين المذكور من الطعام، حتى هلك، ثم صلب ميتا، وأحرق مع أصنام عنده، وهو من أولاد الأكاسرة، وكان أكبر الدولة (3).
وأما المازيار، واسمه محمد بن قارن، فظالم غاشم جبار، ظهر بطبرستان، وحارب عسكر المعتصم، ثم أسر فضرب حتى مات، وصلب، وترك أموالا لا تنحصر (4).
وفي سنة 227: ظهر أبو حرب المبرقع بفلسطين! وزعم أنه

(١) انظر هذه المناظرة في " تاريخ الطبري " ٩ / ١٠٧ - ١١٠، و " الكامل " لابن الأثير ٦ / ٥١٣ - ٥١٦، و " عيون التواريخ " ٨ / لوحة ١٠٣ - ١٠٧ (٢) " عيون التواريخ " ٨ / لوحة ١٠٧.
(٣) " تاريخ الطبري " ٩ / ١١١، و " الكامل " ٦ / ٥١٧، وانظر قصيدة أبي تمام التي مدح بها المعتصم، ومطلعها:
الحق أبلج والسيوف عوار * فحذار من أسد العرين حذار وهي في " ديوانه " ٢ / ١٩٨ - ٢٠٩ بشرح التبريزي.
(٤) انظر " الوافي بالوفيات " 4 / 337، 338، و " عيون التواريخ " 8 / لوحة 108.
(٣٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 ... » »»