سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ٢٧٧
روى محمد بن عون، عن ابن عيينة، أن المأمون جلس، فجاءته امرأة، فقالت: مات أخي، وخلف ست مئة دينار، فأعطوني دينارا واحدا، وقالوا: هذا ميراثك. فحسب المأمون، وقال: هذا خلف أربع بنات. قالت نعم. قال: لهن (1) أربع مئة دينارا. قالت: نعم. قال:
وخلف أما فلها مئة دينار، وزوجة لها خمسة وسبعون دينارا. بالله ألك اثنا عشر أخا؟ قالت: نعم. قال: لكل واحد ديناران، ولك دينار (2).
قال ابن الأعرابي: قال لي المأمون: خبرني عن قول هند بنت عتبة:
نحن بنات طارق * نمشي على النمارق من هو طارق؟ فنظرت في نسبها، فلم أجده، فقلت: لا أعرف.
قال: إنما أرادت النجم: انتسبت إليه لحسنها (3). ثم دحا إلي بعنبرة، بعتها بخمسة آلاف درهم (4).

(١) في الأصل: لهما.
(٢) " فوات الوفيات " 2 / 236، و " تاريخ الخلفاء " ص 315 (3) هذا التعليل مقبول فيما لو كان الشعر لهند بنت عتبة، والصحيح أنه ليس لها، وإنما تمثلت به يوم أحد تحرض المشركين على قتال النبي صلى الله عليه وسلم، وهو لهند بنت بياضة بن رياح بن طارق الأيادي قالته حين لقيت إياد جيش الفرس بالجزيرة، وكان رئيس إياد يومئذ بياضة بن رياح ابن طارق الأيادي، فطارق في الشعر هو جدها. و " بنات " يروى بالرفع والنصب، فمن رفعه فعلى خبر الابتداء، ومن نصبه فعلى المدح والتخصيص، ويكون الخبر قولها: " نمشي ".
وبعد هذا البيت:
المسك في المفارق * والدر في المخانق إن تقلبوا نعانق * ونفرش النمارق أو تدبروا نفارق * فراق غير وامق انظر " شرح أبيات مغني اللبيب " 6 / 188 - 190 للبغدادي، و " الفاخر " ص 23، و " الروض الأنف " للسهيلي 3 / 161.
(4) " تاريخ الخلفاء " ص 319.
(٢٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 ... » »»