سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ٢٧٤
إلى أن قتل الأمين، وبايع الناس المأمون في أول سنة ثمان وتسعين ومئة (1).
قال الخطبي (2): كنيته أبو العباس، فلما استخلف، اكتنى بأبي جعفر، واسم أمه مراجل، ماتت في نفاسها به (3).
قال: ودعي له بالخلافة في آخر سنة خمس وتسعين، إلى أن قتل الأمين، فاجتمع الناس عليه، فاستعمل على العراق الحسن بن سهل، ثم بايع بالعهد لعلي بن موسى الرضى، ونوه بذكره، ونبذ السواد، وأبدله بالخضرة (4) فهاجت بنو العباس، وخلعوا المأمون، ثم بايعوا عمه إبراهيم ابن المهدي (5) ولقبوه المبارك، وعسكروا، فحاربهم الحسن بن سهل، فهزموه، فتحيز إلى واسط، ثم سار جيش المأمون عليهم حميد الطوسي، وعلي بن هشام، فالتقوا إبراهيم، فهزموه، فاختفى زمانا (6)، وانقطع خبره إلى أن ظفر به بعد ثمان سنين، فعفا عنه المأمون (7).
وكان المأمون عالما فصيحا مفوها، وكان يقول: معاوية بن أبي

(١) انظر " تاريخ الطبري " ٨ / ٤٧٨، و " الكامل " لابن الأثير ٦ / ٢٨٢، و " عيون التواريخ " ٧ / ١١٤، و " البداية والنهاية " ١٠ / ٢٤٠.
(٢) نسبة إلى الخطب وإنشائها. انظر " الأنساب " ٥ / ١٤٧.
(٣) " تاريخ بغداد " ١٠ / ١٨٤، و " تاريخ المسعودي " ٧ / ١، و " فوات الوفيات " 2 / 236، و " النجوم الزاهرة " 2 / 225.
(4) انظر " تاريخ الطبري " 8 / 554، و " الكامل " لابن الأثير 6 / 326، و " عيون التواريخ 7 / لوحة 148، و " مروج الذهب " 7 / 60، 61.
(5) " تاريخ الطبري " 8 / 555 و 557، و " الكامل " لابن الأثير 6 / 327، و " عيون التواريخ " 7 / لوحة 149.
(6) " تاريخ الطبري " 8 / 571 - 573، و " الكامل " 6 / 354.
(7) " تاريخ الطبري " 8 / 603 و 604 - 606، و " الكامل " 6 / 392 - 395، و " عيون التواريخ 7 / لوحة 237 - 243.
(٢٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 ... » »»